كتاب تفسير القرآن العزيز لابن أبي زمنين (اسم الجزء: 4)
{ظَاهِرين فِي الأَرْض} يَعْنِي: غَالِبين عَلَى أَرض مصر فِي الْقَهْر لَهُم {فَمَنْ يَنْصُرُنَا} يمنعنا {من بَأْس الله} عَذَابه {إِن جَاءَنَا} يَقُوله عَلَى الِاسْتِفْهَام - أَي: أَنَّهُ لَا يمنعنا مِنْهُ أحد.
{قَالَ فِرْعَوْنُ مَا أُرِيكُمْ إِلا مَا أرى} أَي: مَا أرى لنَفْسي {وَمَا أهديكم إِلَّا سَبِيل الرشاد} يَعْنِي: جحود مَا جَاءَ بِهِ مُوسَى والتمسُّك بِمَا هُمْ عَلَيْهِ.
{إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ مِثْلَ يَوْمِ الْأَحْزَاب} يَعْنِي: مثل عَذَاب الْأُمَم الخالية , ثمَّ أخبر عَن يَوْم الْأَحْزَاب) {فَقَالَ
2 - ! (مِثْلَ دَأْبِ قَوْمِ نُوحٍ وَعَادٍ وَثَمُودَ} الْآيَة الدأْبُ: الْفِعْل؛ الْمَعْنى: إِنِّي أَخَاف عَلَيْكُم مثل عُقُوبَة فعلهم وَهُوَ مَا أهلكهم اللَّه بِهِ.
قَالَ محمدٌ: (الدأب) عِنْد أهل اللُّغَة: الْعَادة؛ الْمَعْنى: إِنِّي أَخَاف عَلَيْكُم أَن تُقِيمُوا عَلَى كفركم , فَينزل بكم من الْعَذَاب مثل مَا نزل بالأمم السَّالفة المكذبة رسلهم؛ وَهُوَ الَّذِي أَرَادَ يحيى.
{إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ يَوْمَ التَّنَادِ} قَالَ قَتَادَة: يَوْم يُنَادي أهل الْجنَّة أهل النَّار أَن قد وَجَدْنَا مَا وَعَدَنَا رَبُّنَا حَقًّا , وينادي أهل النَّار أهل الْجنَّة أَنْ أَفِيضُوا عَلَيْنَا مِنَ الْمَاءِ.
قَالَ محمدٌ: من قَرَأَ (التناد) مخفَّفة؛ فَهِيَ بِلَا يَاء فِي الْوَصْل وَالْوَقْف ,
الصفحة 132