كتاب تفسير القرآن العزيز لابن أبي زمنين (اسم الجزء: 4)

{ادعوا ربكُم} أَي: سلوه {يُخَفِّفْ عَنَّا يَوْمًا من الْعَذَاب قَالُوا} يَعْنِي: خَزَنَة جَهَنَّم {أَوَ لَمْ تَكُ تَأْتِيكُمْ رُسُلُكُم بِالْبَيِّنَاتِ} الْآيَة {قَالُوا بَلَى قَالُوا فَادْعُوا وَمَا دُعَاءُ الْكَافِرِينَ إِلا فِي ضلال}.
يَحْيَى: عَنِ الْحَارِثِ بْنِ نَبْهَانَ , عَن سلميان التَّيْمِيّ قَالَ: " إِن أهل النَّار يدعونَ خَزَنَة النَّار , فَلَا يجيبونهم مِقْدَار أَرْبَعِينَ سنة , ثمَّ يكون جوابهم إيَّاهُم:
{أَو لم تَكُ تَأْتيكُمْ رسلكُمْ بِالْبَيِّنَاتِ} الْآيَة , ثمَّ ينادون مَالِكًا فَلَا يُجِيبهُمْ مِقْدَار ثَمَانِينَ سنة , ثمَّ يكون جَوَاب مَالك إيَّاهُم: {إِنَّكُمْ مَاكِثُونَ} ثمَّ يدعونَ رَبهم فَلَا يُجِيبهُمْ مِقْدَار الدُّنْيَا مرَّتَيْنِ ثمَّ يكون جَوَابه إيَّاهُم: {اخْسَئُوا فِيهَا وَلا تكَلمُون}.
(كل كَلَام ذكر فِي الْقُرْآن من كَلَامهم كُله فَهُوَ قبل أَن يَقُولُ: {اخْسَئُوا فِيهَا وَلا تكَلمُون}) وَقد مضى تَفْسِيره.
{إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاة الدُّنْيَا} يَعْنِي: النَّصْر وَالظفر عَلَى عدوِّهم {وَيَوْم يقوم الأشهاد} يَعْنِي: يَوْم الْقِيَامَة , والأشهاد: الْمَلَائِكَة الحَفَظَةُ يشْهدُونَ للأنبياء بالبلاغ , وَعَلَيْهِم بالتكذيب
{يَوْم لَا ينفع الظَّالِمين} الْمُشْركين {معذرتهم}.
تَفْسِير سُورَة غَافِر من الْآيَة 53 إِلَى آيَة 55.

الصفحة 137