كتاب تفسير القرآن العزيز لابن أبي زمنين (اسم الجزء: 4)

{وَلَقَدْ صَدَّقَ عَلَيْهِمْ إِبْلِيسُ ظَنَّهُ} يَعْنِي: جَمِيع الْمُشْركين {فَاتَّبَعُوهُ إِلا فريقا من الْمُؤمنِينَ} قَالَ بَعضهم: قَالَ إِبْلِيس: خُلِقتُ من نارٍ وخُلِقَ آدم من طينٍ، وَالنَّار تَأْكُل الطين! فَلذَلِك ظن أَنَّهُ سيضل عامتهم.
قَالَ محمدٌ: وَمن قَرَأَ: {صَدَقَ} بِالتَّخْفِيفِ نصبَ الظنَّ مصْدَرًا عَلَى معنى: صدق عَلَيْهِم إِبْلِيس ظنا ظَنّه، وَصدق فِي ظَنّه.
{وَمَا كَانَ لَهُ عَلَيْهِمْ مِنْ سُلْطَان} هُوَ كَقَوْلِه: {فَإِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ مَا أَنْتُم عَلَيْهِ بفاتنين} يَقُولُ: لَسْتُم بمضلي أحدٍ {إِلا من هُوَ صال الْجَحِيم}.
قَوْله: {إِلا لِنَعْلَمَ مَنْ يُؤْمِنُ بِالآخِرَة} وَهَذَا علم الفعال {مِمَّنْ هُوَ مِنْهَا فِي شكّ} وَإِنَّمَا جحد الْمُشْركُونَ الْآخِرَة ظنًّا مِنْهُم وشكًّا {وَرَبُّكَ عَلَى كُلِّ شَيْء حفيظ} حَتَّى يجازيهم فِي الْآخِرَة.
{وَمَا لَهُم فيهمَا} يَعْنِي: السَّمَاوَات وَالْأَرْض {وَمن شرك} أَي: مَا خلقُوا شَيْئا مِمَّا فيهمَا {وَمَا لَهُ مِنْهُم} أَي: وَمَا لله من أوثانهم {من ظهير} أَي: عُوين.

الصفحة 14