كتاب تفسير القرآن العزيز لابن أبي زمنين (اسم الجزء: 4)

{فَرِحُوا بِمَا عِنْدَهُمْ مِنَ الْعِلْمِ} يَعْنِي: علمهمْ عِنْد أنفسهم هُوَ قَوْلهم لن نبعث وَلنْ نعذب {وحاق بهم} وَجب عَلَيْهِم {مَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُون} أَي: عِقَاب استهزائهم.
{فَلَمَّا رَأَوْا بأسنا} عذابنا فِي الدُّنْيَا {قَالُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَحْدَهُ وَكَفَرْنَا بِمَا كُنَّا بِهِ مُشْرِكين} أَي: بِمَا كُنَّا بِهِ مُصدقين من الشّرك.
قَالَ اللَّه: {فَلَمْ يَكُ يَنْفَعُهُمْ إِيمَانهم لما رَأَوْا بأسنا} عذابنا {سُنَّةَ اللَّهِ الَّتِي قَدْ خلت فِي عباده} الْمُشْركين أَنهم إِذا كذبُوا رسلهم أهلكهم بِالْعَذَابِ , وَلَا يقبل إِيمَانهم عِنْد نزُول الْعَذَاب , قَالَ: {وخسر هُنَالك الْكَافِرُونَ}.
قَالَ مُحَمَّد: {سنة الله} منصوبٌ عَلَى معنى: سنّ اللَّه هَذِه السنةَ فِي الْأُمَم كلهَا؛ أَلا يَنْفَعهُمْ الْإِيمَان إِذا رَأَوْا الْعَذَاب.

الصفحة 144