كتاب تفسير القرآن العزيز لابن أبي زمنين (اسم الجزء: 4)
{وقيضنا لَهُم قرناء} يَعْنِي: شياطين {فَزَيَّنُوا لَهُمْ مَا بَين أَيْديهم وَمَا خَلفهم} قَالَ الْحَسَن: مَا بَين أَيْديهم , يَعْنِي: حب مَا كَانَ عَلَيْهِ آباؤهم من الشّرك وتكذيبهم الرُّسُل، وَمَا خَلفهم: تكذيبهم بِالْبَعْثِ {وَحَقَّ عَلَيْهِم القَوْل} أَي: وَجب عَلَيْهِم الْغَضَب؛ فِي تَفْسِير قَتَادَة {فِي أُمَمٍ قَدْ خلت من قبلهم} أَي: مَعَ أُمَم.
{لَا تَسْمَعُوا لهَذَا الْقُرْآن والغوا فِيهِ} قَالَ السُّدي: نزلت فِي أَبِي جهل بْن هِشَام كَانَ يَقُولُ لأَصْحَابه: إِذا سَمِعْتُمْ قِرَاءَة محمدٍ؛ فارفعوا أَصْوَاتكُم بالأشعار حَتَّى تَلْتَبِس عَلَى محمدٍ قِرَاءَته {لَعَلَّكُمْ تَغْلِبُونَ} لَعَلَّ دينكُمْ يغلب دين محمدٍ.
قَالَ محمدٌ: اللَّغْو فِي اللُّغَة: الْكَلَام الَّذِي لَا يحصل مِنْهُ على نفع وَلَا على فَائِدَة، وَلَا تفهم حَقِيقَته، يُقَال مِنْهُ لَغَا، وَفِيه لُغَة أُخْرَى: لغي.
{وَقَالَ الَّذين كفرُوا} فِي النَّار {رَبنَا أرنا} يَعْنِي: الرُّؤْيَة , وَمن قَرَأَهَا (أرنا) بتسكين الرَّاء، فَالْمَعْنى: أعطنا {الَّذَيْنِ أضلانا من الْجِنّ وَالْإِنْس} يعنون إِبْلِيس , وَقَاتل ابْن آدم الَّذِي قتل أَخَاهُ {نَجْعَلْهُمَا تَحْتَ أقدامنا ليكونا من الأسفلين} فِي النَّار يَقُولُونَ ذَلِك من شدَّة الغيظ عَلَيْهِم.
الصفحة 151