كتاب تفسير القرآن العزيز لابن أبي زمنين (اسم الجزء: 4)

قَوْله: {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنَّكَ تَرَى الأَرْض خاشعة} يَعْنِي: غبراء متهشمة {فَإِذَا أَنْزَلْنَا عَلَيْهَا المَاء اهتزت وربت} يَعْنِي: انتفخت [فِيهَا تَقْدِيم {ربت}] للنبات {واهتزت} بنباتها إِذا أنبتت {إِنَّ الَّذِي أَحْيَاهَا لمحيي الْمَوْتَى} وَهَذَا مثل للبعث
{إِنَّ الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي آيَاتِنَا} قَالَ الْكَلْبِيّ: يَعْنِي: يميلون إِلَى غير الْحق.
قَالَ محمدٌ: معنى يلحدون يجْعَلُونَ الْكَلَام على غير جِهَته , وَهُوَ مَذْهَب الْكَلْبِيّ , وَمن هَذَا اللَّحْد؛ لِأَنَّهُ الْحفر فِي جَانب الْقَبْر , يُقَال: لحد وألحد [بِمَعْنى] وَاحِد.
{أَفَمَن يُلْقَى فِي النَّارِ خَيْرٌ أمَّن يَأْتِي آمِنًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ} أَي إِن الَّذِي يَأْتِي آمنا خير {اعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِير} وَهَذَا وَعِيد
{إِن الَّذين كفرُوا بِالذكر} يَعْنِي: الْقُرْآن.
{وَإِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌ} أَي: منيع
{لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِل} يَعْنِي: إِبْلِيس {مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا من خَلفه} تَفْسِير الْكَلْبِيّ {لَا يَأْتِيهِ من بَين يَدَيْهِ} يَعْنِي: من قبل

الصفحة 155