كتاب تفسير القرآن العزيز لابن أبي زمنين (اسم الجزء: 4)

{لَا يَسْأَمُ الإِنْسَانُ مِنْ دُعَاءِ الْخَيْر} أَي: لَا يملُّ {وَإِن مَّسَّهُ الشَّرُّ فَيَئُوسٌ قَنُوطٌ} فالخير عِنْد الْمُشرك: الدُّنْيَا وَالصِّحَّة فِيهَا والرخاء {وَإِنْ مَسَّهُ الشَّرُّ} فِي ذهَاب مالٍ، أَو مرضٍ لم تكن لَهُ حِسْبة , وَلم يرجُ ثَوابًا فِي الْآخِرَة , وَلَا أَن يرجع إِلَى مَا كَانَ فِيهِ من الرخَاء
{وَلَئِن أذقناه رَحْمَة} يَعْنِي: رخاء وعافية {مِنْ بَعْدِ ضراء} أَي: شدَّة {مسته} فِي ذهَاب مالٍ , أَو مرضٍ {ليَقُولن هَذَا لي} أَي: بعلمي , وَأَنا محقوق بِهَذَا! {وَمَا أَظن السَّاعَة قَائِمَة} أَي: لَيست بقائمة {وَلَئِنْ رُجِعْتُ إِلَى رَبِّي} كَمَا يَقُولُونَ {إِنَّ لِي عِنْدَهُ للحسنى} للجنة؛ إِن كَانَت جنَّة.
تَفْسِير سُورَة فصلت من الْآيَة 51 إِلَى آيَة 54.
{وَإِذَا أَنْعَمْنَا عَلَى الإِنْسَانِ أَعْرَضَ ونأى بجانبه} أَي: تبَاعد {وَإِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ} الضّر {فذو دُعَاء عريض} أَي: كَبِير.
{قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كَانَ مِنْ عِنْد الله} يَعْنِي: الْقُرْآن {ثُمَّ كَفَرْتُمْ بِهِ مَنْ أَضَلُّ مِمَّنْ هُوَ فِي شقَاق} فِي فِرَاق للنَّبِي وَمَا جَاءَ بِهِ {بعيد} من الْحق , أَي: لَا أحد أضلّ مِنْهُ.
{سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الآفَاقِ وَفِي أنفسهم} قَالَ الْحسن: يَعْنِي: مَا أهلك بِهِ

الصفحة 159