كتاب تفسير القرآن العزيز لابن أبي زمنين (اسم الجزء: 4)

{قُلْ لَا تُسْأَلُونَ عَمَّا أَجْرَمْنَا وَلَا نسْأَل عَمَّا تَعْمَلُونَ} كَقَوْلِه {قُلْ إِنِ افْتَرَيْتُهُ فَعَلَيَّ إِجْرَامِي وَأَنَا بَرِيءٌ مِمَّا تُجْرِمُونَ}
{ثمَّ يفتح بَيْننَا بِالْحَقِّ} أَي: يقْضِي {وَهُوَ الفتاح} القَاضِي {الْعَلِيم} بخلقه.
{قُلْ أَرُونِي الَّذِينَ أَلْحَقْتُمْ بِهِ شُرَكَاء} أَي: جعلتموهم شُرَكَاء؛ فعبدتموهم، يَقُولُ: أروني مَا نفعوكم وأجابوكم بِهِ! كلَّا لَسْتُم بالذين تأتون بِمَا نفعوكم وأجابوكم بِهِ إِذْ كُنْتُم تدعونهم؛ أَي: أَنهم لم ينفعوكم وَلم يجيبوكم، ثمَّ اسْتَأْنف الْكَلَام؛ فَقَالَ {كَلَّا بَلْ هُوَ اللَّهُ الْعَزِيز الْحَكِيم} أَي: هُوَ الَّذِي لَا شريك لَهُ وَلَا ينفع إِلَّا هُوَ.
سُورَة سبأ الْآيَات من الْآيَة 28 حَتَّى الْآيَة 31.
{وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلا كَافَّةً لِلنَّاسِ} يَعْنِي: جمَاعَة الْإِنْس وَإِلَى جمَاعَة الْجِنّ {بشيرا} بِالْجنَّةِ {وَنَذِيرا} من النَّار {وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ} أَنهم مبعوثون ومجاوزون.

الصفحة 16