كتاب تفسير القرآن العزيز لابن أبي زمنين (اسم الجزء: 4)

{وَأمرت لأعدل بَيْنكُم} أَي: لَا نظلم مِنْكُم أحدا {لَا حجَّة بَيْننَا وَبَيْنكُم} تَفْسِير مُجَاهِد: لَا خُصُومَة بَيْننَا وَبَيْنكُم فِي الدُّنْيَا {اللَّهُ يَجْمَعُ بَيْننَا} يَوْم الْقِيَامَة {وَإِلَيْهِ الْمصير} المرْجع؛ نَجْتَمِع عِنْده فيجزينا ويجزيكم.
تَفْسِير سُورَة الشورى من الْآيَة 16 إِلَى آيَة 18.
{وَالَّذين يحاجون فِي الله} يَعْنِي: الْمُشْركين؛ يحاجون الْمُؤمنِينَ {مِنْ بعد مَا اسْتُجِيبَ لَهُ} يَعْنِي: من بعد مَا اسْتَجَابَ لَهُ الْمُؤْمِنُونَ {حجتهم} خصومتهم {داحضة} بَاطِلَة {عِنْد رَبهم} قَالَ مجاهدٌ: طَمِع رجالٌ بِأَن تعود الْجَاهِلِيَّة.
{الله الَّذِي أنزل الْكتاب} الْقُرْآن {بِالْحَقِّ وَالْمِيزَان} يَعْنِي: الْعدْل {وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّ السَّاعَة قريب}.
قَالَ مُحَمَّد: {قريب} يجوز أَن يكون على معنى: لَعَلَّ مجيءَ السَّاعَة قريبٌ , وَقد يكون بِمَعْنى: لَعَلَّ الْبَعْث قريب. وَالله أعلم بِمَا أَرَادَ.
{يَسْتَعْجِلُ بِهَا الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بهَا} استهزاءً وتكذيبًا {وَالَّذِينَ آمَنُوا مُشْفِقُونَ مِنْهَا} أَي: خائفون {أَلا إِنَّ الَّذِينَ يمارون فِي السَّاعَة} يكذبُون بهَا {لَفِي ضَلالٍ بَعِيدٍ} من الْحق.

الصفحة 165