كتاب تفسير القرآن العزيز لابن أبي زمنين (اسم الجزء: 4)

تَفْسِير سُورَة الشورى من الْآيَة 19 إِلَى آيَة 22.
{الله لطيف بعباده} أَي: فبلطفه وَرَحمته خُلِقَ الْكَافِر ورزق وعوفي وَاقْبَلْ وَأدبر.
{مَنْ كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الآخِرَةِ} يَعْنِي: الْعَمَل الصَّالح {نَزِدْ لَهُ فِي حرثه} وَهُوَ تَضْعِيف الْحَسَنَات؛ فِي تَفْسِير الْحسن {وَمَنْ كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الدُّنْيَا نُؤْتِهِ مِنْهَا وَمَا لَهُ فِي الْآخِرَة} يَعْنِي: فِي الْجنَّة {مِنْ نَصِيبٍ} وَهُوَ الْمُشْرِكُ لَا يُرِيدُ إِلَّا الدُّنْيَا وَقَوله: {نؤته مِنْهَا} يَعْنِي: من الدُّنْيَا وَلَيْسَ كل مَا أَرَادَ من الدُّنْيَا , لَا يُؤْتى , كَقَوْلِه {مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعَاجِلَةَ عَجَّلْنَا لَهُ فِيهَا مَا نشَاء لمن نُرِيد}.
{أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُمْ مِنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَنْ بِهِ الله} هَذَا على (ل 311) الِاسْتِفْهَام - أَي: نعم لَهُم شُرَكَاء؛ يَعْنِي: الشَّيَاطِين - جعلوهم شُرَكَاء فعبدوهم؛ لأَنهم دعوهم إِلَى عبَادَة الْأَوْثَان {وَلَوْلَا كلمة الْفَصْل} لَا يعذب بِعَذَاب الْآخِرَة فِي الدُّنْيَا {لقضي بَينهم} فَأدْخل الْمُؤمنِينَ الْجنَّة ,

الصفحة 166