كتاب تفسير القرآن العزيز لابن أبي زمنين (اسم الجزء: 4)

{وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفقُونَ} وَلم يكن يومئذٍ شَيْء مؤقتًا. (ل 312)
{وَالَّذين إِذا أَصَابَهُم الْبَغي} إِذا بغى عَلَيْهِم الْمُشْركُونَ فظلموهم {هم ينتصرون} بألسنتهم لم يَكُونُوا أمروا بقتالهم يَوْمئِذٍ.
تَفْسِير سُورَة الشورى من الْآيَة 40 إِلَى آيَة 44.
{وَجَزَاء سَيِّئَة سَيِّئَة مثلهَا} يَعْنِي: مَا يسيء إِلَيْهِم الْمُشْركُونَ أَن يَفْعَلُوا بهم مَا يَفْعَلُونَ هم.
قَالَ محمدٌ: قَوْله: {وَجَزَاءُ سَيِّئَة سَيِّئَة مثلهَا} فَالْأولى سَيِّئَة فِي اللَّفْظ وَالْمعْنَى , وَالثَّانيَِة سَيِّئَة فِي اللَّفْظ وعاملها لَيْسَ بمسيء وَلكنهَا سميت سَيِّئَة؛ لِأَنَّهَا مجازاة لسوء على مَذْهَب الْعَرَب فِي تَسْمِيَة الشَّيْء باسم الشَّيْء إِذا كَانَ من سَببه.
{فَمن عَفا وَأصْلح} يَقُول: فَمن ترك مظلمته {فَأَجْرُهُ} ثَوَابه {عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ لَا يحب الظَّالِمين} الْمُشْركين
{وَلمن انتصر بعد ظلمه} بعد مَا ظُلِمَ {فَأُولَئِكَ مَا عَلَيْهِم من سَبِيل} أَي: من حجَّة.

الصفحة 171