كتاب تفسير القرآن العزيز لابن أبي زمنين (اسم الجزء: 4)

يُزَوِّجُهُمْ} يَعْنِي: يخلط بَينهم.
قَالَ محمدٌ: الْمَعْنى: يَجْعَل بَعضهم ذُكُورا وَبَعْضهمْ إِنَاثًا؛ تَقول الْعَرَب: زوجت إبلي إِذا قرنت بَعْضهَا إِلَى بعض , وزوجت الصغار بالكبار إِذا قرنت كَبِيرا بصغير وَهُوَ الَّذِي أَرَادَ مُجَاهِد.
{وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَن يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلاَ وَحْيًا أَوْ مِن وَرَاء حِجَابٍ} فَكَانَ مُوسَى مِمَّن كَلمه الله وَرَاءِ حِجَابٍ {أَوْ يُرْسِلَ رَسُولاً} {جِبْرِيل} (فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ مَا يَشَاء}.
قَالَ محمدٌ: قيل: {إِلا وَحْيًا} يَعْنِي: إلهامًا , وتقرأ: {أَو يرسلُ} بِالرَّفْع وَالنّصب؛ فَمن قَرَأَهَا بِالنّصب فَالْمَعْنى: مَا كَانَ لبشر أَن يكلمهُ الله إِلَّا بِأَن يوحي أَو أَن يُرْسل، وَمن قَرَأَ بِالرَّفْع فَالْمَعْنى: أَو هُوَ يرسلُ.
{وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا} يَعْنِي: الْقُرْآن {مِّنْ أَمْرِنَا}.
قَالَ مُحَمَّد: معنى {روحا} أَي: مَا يَهْتَدِي بِهِ الخَلْق؛ فَيكون حَيَاة [من الضلال].
{مَا كُنتَ تَدْرِي} قبل أَن نوحيه إِلَيْك {مَا الْكِتَابُ وَلاَ الإِيمَانُ وَلَكِن جَعَلْنَاهُ} يَعْنِي: الْقُرْآن {نُورًا} أَي: ضِيَاء من الظُّلْمة {وَإِنَّكَ لَتَهْدِي} {لتدعو} (إِلَى صِرَاطٍ) {طَرِيق} {مُّسْتَقِيم ٍ}
{صِرَاطِ اللَّهِ} طَرِيق الله {أَلاَ إِلَى اللَّهِ تَصِيرُ الأُمُورُ} يَعْنِي: أُمُور الْخَلَائق.

الصفحة 174