كتاب تفسير القرآن العزيز لابن أبي زمنين (اسم الجزء: 4)
S43
تَفْسِير سُورَة الزخرف وَهِي مَكِّيَّة كلهَا
بِسْمِ الله الرَّحْمَن الرَّحِيم
تَفْسِير سُورَة الزخرف من الْآيَة 1 إِلَى آيَة 5.
قَوْله: {وَالْكتاب الْمُبين} الْبَين وَهَذَا قسم
{إِنَّا جَعَلْنَاهُ} يَعْنِي: الْقُرْآن {قُرْآنًا عَرَبيا لَعَلَّكُمْ تعقلون} لكَي تعقلوا
{وَإنَّهُ} يَعْنِي: الْقُرْآن {فِي أُمِّ الْكِتَابِ لدينا} عندنَا {لعَلي} رفيع {حَكِيم} مُحكم , و {أم الْكتاب}: (ل 313) اللَّوْحَ الْمَحْفُوظَ , وَتَفْسِيرُ أُمِّ الْكِتَابِ: جملَة الْكتاب وَأَصله.
قَالَ محمدٌ: وَمعنى {جَعَلْنَاهُ} بَيناهُ , كَذَلِك قَالَ غير يحيى.
{أفنضرب عَنْكُم الذّكر} يَعْنِي: الْقُرْآن {صفحا} تَفْسِير الْكَلْبِيّ يَقُول: أَنَذَرُ الذّكْرَ من أجلكم؟! {أَنْ كُنْتُمْ قَوْمًا مسرفين} مُشْرِكين أَي: لَا نَذَرُه.
قَالَ مُحَمَّد: تقْرَأ {إِن كُنْتُم} بِالْفَتْح وبالكسر , فَمن فتح فَالْمَعْنى: لِأَن كُنْتُم وَمن كسر فعلى الِاسْتِقْبَال؛ الْمَعْنى: إِن تَكُونُوا مسرفين نضرب عَنْكُم الذّكر.
وَيُقَال: ضربْتُ عَنهُ الذّكر وأضْربتُ بِمَعْنى وَاحِد إِذا امسكت. وَقَوله:
الصفحة 175