كتاب تفسير القرآن العزيز لابن أبي زمنين (اسم الجزء: 4)

عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: " مَا عَامٌ بِأَكْثَرِ مَطَرًا مِنْ عَامٍ - أَوْ قَالَ: مَاءٌ - وَلَكِنَّ اللَّهَ يَصْرِفُهُ حَيْثُ يَشَاءُ ".
{فَأَنْشَرْنَا بِهِ} يَعْنِي: فأحيينا بِهِ {بَلْدَةً مَيْتًا} الْيَابِسَة الَّتِي لَيْسَ فِيهَا نَبَات {كَذَلِك تخرجُونَ} يَعْنِي: الْبَعْثَ يُرْسِلُ اللَّهُ مَطَرًا مَنِيًا؛ كَمَنِيِّ الرِّجَالِ فَتَنْبُتُ بِهِ جسمانهم ولحمانهم؛ كَمَا ينْبت الأَرْض الثرى
{وَالَّذِي خلق الْأزْوَاج كلهَا} تَفْسِير الْحسن: يَعْنِي: الشتَاء والصيف , وَاللَّيْل وَالنَّهَار , وَالسَّمَاء وَالْأَرْض , وكل اثْنَيْنِ , فالواحد مِنْهُمَا زوج. قَالَ محمدٌ: وَقيل: معنى الْأزْوَاج: الْأَصْنَاف , تَقول: عِنْدِي من كل زوجٍ أَي: من كل صنف.
{وَجَعَلَ لكم} أَي: خلق لكم {مِنَ الْفُلْكِ والأنعام مَا تَرْكَبُونَ}
{لتستووا على ظُهُوره} ظُهُور مَا سخر لكم؛ أَي: تركبوه.
{وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ} يَعْنِي: مطيقين , قَالَ: تَقول: أَنا مقرنٌ لَك؛ أَي مطيقٌ لَك؛ وَقيل: إِن اشتقاق اللَّفْظَة من قَوْلهم: أَنا قِرْنٌ لفُلَان إِذا كنت مثله فِي الشدَّة , فَإِذا أردْت السنّ قلت: قَرْنُه بِفَتْح الْقَاف.

الصفحة 177