كتاب تفسير القرآن العزيز لابن أبي زمنين (اسم الجزء: 4)

تَفْسِير سُورَة الزخرف من الْآيَة 15 إِلَى آيَة 20.
{وَجعلُوا لَهُ} يَعْنِي: الْمُشْركين {مِنْ عِبَادِهِ جُزْءًا} قَالَ مُجَاهِد: يَعْنِي: الْمَلَائِكَة حَيْثُ جعلوهم بَنَات الله {إِنَّ الإِنْسَانَ لكفور مُبين} يَعْنِي: الْكَافِر
{أَمِ اتَّخَذَ مِمَّا يَخْلُقُ بَنَاتٍ} على الِاسْتِفْهَام {وأصفاكم بالبنين} أَي: لم يفعل
{وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِمَا ضَرَبَ للرحمن مثلا} أَي: بِالْأُنْثَى لما كَانُوا يَقُولُونَ أَن الْمَلَائِكَة بَنَات الله؛ فألحقوا الْبَنَات بِهِ , فيقتلون بناتهم {ظَلَّ وَجهه مسودا} أَي: مغيرا {وَهُوَ كظيم} يَعْنِي: كُظِم على الغيظ والحزن , أَي: رَضوا لله مَا كَرهُوا لأَنْفُسِهِمْ.
قَالَ محمدٌ: الكظم أَصله فِي اللُّغَة: الْحَبْس.
{أَوَمَن يُنَشَّأُ فِي الْحِلْيَةِ} وَهَذَا تبعٌ للْكَلَام الأول {أَمِ اتخذ مِمَّا يخلق بَنَات} يَقُول: أنتخذ من ينشأ فِي الحُلى - يَعْنِي: النِّسَاء - بَنَات؟! {وَهُوَ فِي الْخِصَام} الْخُصُومَة.
{غير مُبين} أَي: لَا تبين عَن نَفسهَا من ضعفها (ل 314} (وأصفاكم

الصفحة 179