كتاب تفسير القرآن العزيز لابن أبي زمنين (اسم الجزء: 4)
بالبنين} اي: لم يفعل
{وَجَعَلُوا الْمَلاَئِكَةَ} قَالَ السّديّ: يَعْنِي: وصفوا.
قَالَ مُحَمَّد: الْجعل هَا هُنَا فِي معنى القَوْل، وَالْحكم تَقول: جعلت فلَانا أعلم النَّاس؛ أَي: قد وَصفته بذلك وحكمت بِهِ.
{الَّذِينَ هُمْ عِند الرَّحْمَنِ إِنَاثًا} , كَقَوْلِه: {وَمَنْ عِنْدَهُ لَا يَسْتَكْبِرُونَ عَن عِبَادَته} وَقَرَأَ ابْن عَبَّاس: {الَّذِينَ هُمْ عباد الرَّحْمَن} كَقَوْلِه سُبْحَانَهُ: {بَلْ عِبَادٌ مُكْرَمُونَ} {أَشَهِدُوا خَلْقَهُمْ} أَي: أَنهم لم يشْهدُوا خلقهمْ {سَتُكْتَبُ شَهَادَتُهُمْ وَيُسْأَلُونَ} عَنْهَا يَوْم الْقِيَامَة
{وَقَالُوا لَوْ شَاء الرَّحْمَنُ مَا عَبَدْنَاهُم} أَي: لَو كره الله هَذَا الدّين الَّذِي نَحن عَلَيْهِ لحوَّلنا عَنهُ إِلَى غَيره , ولكنَّ الله لم يكرههُ. قَالَ الله: {مَّا لَهُم بِه مِنْ عِلْمٍ} بِأَنِّي أمرت أَن يعبدوا غَيْرِي، إِنَّمَا قَالُوا ذَلِك على الشَّك وَالظَّن.
تَفْسِير سُورَة الزخرف من الْآيَة 21 إِلَى آيَة 23.
{أَمْ آتَيْنَاهُمْ كِتَابًا مِّن قَبْلِهِ} من قبل الْقُرْآن فِيهِ مَا يدّعون من قَوْلهم أَن الْمَلَائِكَة بَنَات الله [وَقَوْلهمْ]: لَو كره اللَّهُ مَا نَحْنُ عَلَيْهِ لَحَوَّلَنَا عَنهُ إِلَى غَيره
الصفحة 180