كتاب تفسير القرآن العزيز لابن أبي زمنين (اسم الجزء: 4)
{فهم} بذلك الْكتاب {مستمسكون} يحاجوننا بِهِ أَي: لم نؤتهم كتابا فِيهِ مَا يَقُولُونَ
{بَلْ قَالُوا إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا على أمة} مِلَّة , وَهِي ملَّة الشّرك {وَإِنَّا على آثَارهم مهتدون} أَي: أَنهم كَانُوا على هدى وَنحن نتبعهم على ذَلِك الْهدى ,
قَالَ الله: {وَكَذَلِكَ مَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ فِي قَرْيَةٍ مِنْ نَذِير} نَبِي ينذرهم الْعَذَاب {إِلا قَالَ مترفوها} وهم أهل السُّمعَة والقادة فِي الشّرك {وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِمْ مُقْتَدُونَ} أَي: أَنهم كَانُوا مهتدين فَنحْن نقتدي بهداهم.
تَفْسِير سُورَة الزخرف من الْآيَة 24 إِلَى آيَة 30.
قَالَ اللَّه للنَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: {قَالَ أَوَ لَوْ جِئْتُكُم بِأَهْدَى مِمَّا وَجَدتُّمْ عَلَيْهِ آبَاءكُمْ} ثمَّ رَجَعَ إِلَى قصَّة الْأُمَم , فَأخْبر بِمَا قَالُوا لأنبيائهم {قَالُوا} لَهُم: {إِنَّا بِمَا أُرْسِلْتُمْ بِهِ كافرون}.
قَالَ مُحَمَّد: قَوْله: {قل أَو لَو جِئْتُكُمْ بِأَهْدَى مِمَّا وَجَدْتُمْ عَلَيْهِ آبَاءَكُم} الْمَعْنى: أتتبعون مَا وجدْتُم عَلَيْهِ آبَاءَكُم وَإِن جِئتُكُمْ بأهدى مِنْهُ؟!
{فانتقمنا مِنْهُم} يَعْنِي: الَّذين كذبُوا رسلهم (فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ
الصفحة 181