كتاب تفسير القرآن العزيز لابن أبي زمنين (اسم الجزء: 4)

الْمُكَذِّبِينَ} أَي: كَانَ عاقبتهم أَن دمر الله عَلَيْهِم ثمَّ صيرهم إِلَى النَّار
{وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لأَبِيهِ وَقَوْمِهِ إِنَّنِي بَرَاء مِّمَّا تَعْبُدُونَ}
قَالَ مُحَمَّد: قَوْله {برَاء} بِمَعْنى بريءٌ , وَالْعرب تَقول للْوَاحِد مِنْهَا: أَنا البراءُ مِنْك , وَكَذَلِكَ الِاثْنَان وَالْجَمَاعَة , وَالذكر وَالْأُنْثَى يَقُولُونَ: نَحن الْبَراء مِنْك , والخَلاء مِنْك , لَا يَقُولُونَ: نَحن البراآن مِنْك وَلَا نَحن البراءون مِنْك , الْمَعْنى: أَنا ذُو الْبَراء مِنْك , وَنحن ذَوُو الْبَراء مِنْك , كَمَا تَقول: رجلٌ عَدْلٌ , وامرأةٌ عدْلٌ , وَقوم عدل؛ الْمَعْنى: ذُو عدل , و [ذَات] عدل هَذَا أفْصح اللُّغَات.
{إِلاَ الَّذِي فَطَرَنِي} لَكِن أعبد الَّذِي فطرني: خلقني {فَإِنَّهُ سَيَهْدِينِ} أَي: يثيبني على الْإِيمَان.
{وَجَعَلَهَا كَلِمَةً} يَعْنِي: لَا إِلَه إِلَّا الله {بَاقِيَةً فِي عَقِبِهِ} تَفْسِير مُجَاهِد: فِي وَلَده {لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ} لكَي يرجِعوا إِلَى الْإِيمَان
{بَلْ مَتَّعْتُ هَؤُلاَء وَآبَاءهُمْ} يَعْنِي: قُريْشًا لم أعذبهم {حَتَّى جَاءهُمُ الْحَقُّ وَرَسُولٌ مُّبِينٌ} مُحَمَّد صلى اللَّه عَلَيْهِ وَسلم.
تَفْسِير سُورَة الزخرف من الْآيَة 31 إِلَى آيَة 33.
{وَقَالُوا لَوْلاَ} هلا {نُزِّلَ هَذَا الْقُرْآنُ عَلَى رَجُلٍ مِّنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ} القريتين: مَكَّة والطائف أَي لَو كَانَ هَذَا الْقُرْآن حقًّا لَكَانَ هَذَانِ الرّجلَانِ أَحَق

الصفحة 182