كتاب تفسير القرآن العزيز لابن أبي زمنين (اسم الجزء: 4)
{وَمَا نُرِيهِمْ مِنْ آيَةٍ إِلا هِيَ أكبر من أُخْتهَا} تَفْسِير الْحسن: كَانَت اليدُ أكبر من الْعَصَا {وَأَخَذْنَاهُمْ بِالْعَذَابِ لَعَلَّهُمْ} لَعَلَّ مَنْ بعدهمْ ممّن كَانَ على دينهم من الْكفَّار {يَرْجِعُونَ} إِلَى الْإِيمَان
{وَقَالُوا يَا أَيهَا السَّاحر ادْع لنا رَبك} سَلْ لنا رَبك {بِمَا عَهِدَ عنْدك} فِيمَن آمن مِمَّن كشف الْعَذَاب عَنْهُم لَعَلَّهُم يُؤمنُونَ
{فَلَمَّا كَشَفْنَا عَنْهُمُ الْعَذَابَ إِذَا هم ينكثون} (ل 316) أَي: ينقضون عَهدهم.
{ونادى فِرْعَوْن فِي قومه} حِين جَاءَهُ مُوسَى يَدعُوهُ إِلَى الله {قَالَ يَا قَوْمِ أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ وَهَذِهِ الأَنْهَارُ تجْرِي من تحتي} أَي: فِي ملكي {أَفَلا تُبْصِرُونَ}
ثمَّ اسْتَأْنف الْكَلَام فَقَالَ: {أَمْ أَنا خير} أَي: بل أَنا خيرٌ {مِنْ هَذَا الَّذِي هُوَ مهين} ضَعِيف {وَلَا يكَاد يبين} يَعْنِي: الْعقْدَة الَّتِي كَانَت فِي لِسَانه من الْجَمْرَة الَّتِي أَلْقَاهَا فِي فِيهِ وَهُوَ صَغِير حِين تنَاول لحية فِرْعَوْن، وَقد ذكرنَا ذَلِك قبل هَذَا
{فلولا} فَهَلا، يَقُوله فِرْعَوْن {أُلْقِيَ عَلَيْهِ} على مُوسَى {أَسْاوِرَةٌ مِّن ذَهَبٍ} تَفْسِير الْحسن: مالٌ من الذَّهَب.
قَالَ محمدٌ: قيل: أَسَاورة جمعُ: أَسْوِرَة.
{أَوْ جَاءَ مَعَهُ الْمَلائِكَةُ مقترنين} يَمْشُونَ جَمِيعًا عيَانًا يصدقونه بمقالته بِأَنَّهُ رَسُول الله.
{فَلَمَّا آسفونا} أغضبونا
{فجعلناهم سلفا ومثلا} قَالَ مُجَاهِد: يَقُول: جعلنَا كفارهم سلفا لكفار أمة مُحَمَّد {وَمَثَلا للآخرين} أَي: عِبْرَة لمن بعدهمْ.
الصفحة 188