كتاب تفسير القرآن العزيز لابن أبي زمنين (اسم الجزء: 4)
الْعَذَاب {وهم فِيهِ مبلسون} يائسون من أَن يخرجُوا مِنْهَا،
قَالَ: {وَمَا ظَلَمْنَاهُمْ} يَعْنِي: كفار الْأُمَم كلهَا؛ فنعذبهم فِي الْآخِرَة بِغَيْر ذَنْب {وَلَكِنْ كَانُوا هم الظَّالِمين} لأَنْفُسِهِمْ بكفرهم.
قَالَ محمدٌ: {هُمُ الظَّالِمُونَ} هم هَا هُنَا صلَة؛ فَلَا مَوضِع لَهَا فِي الْإِعْرَاب.
{وَنَادَوْا يَا مَالك} وَهُوَ خَازِن النَّار مَلَكٌ من الْمَلَائِكَة {ليَقْضِ علينا رَبك} (ل 318) أَي: يميتنا، يدعونَ مَالِكًا؛ فَلَا يُجِيبهُمْ مِقْدَار ثَمَانِينَ سنة، ثمَّ يكون جَوَاب مَالك إيَّاهُم: {إِنَّكُمْ مَاكِثُونَ}.
{لقد جئناكم بِالْحَقِّ} بِالْقُرْآنِ؛ يَقُوله للأحياء {وَلَكِنَّ أَكْثَرَكُمْ للحق كَارِهُون} يَعْنِي: من لَا يُؤمن
{أم أبرموا أمرا} كَادُوا كيدًا بمحمدٍ {فَإِنَّا مُبْرِمُونَ} كائدون لَهُم بِالْعَذَابِ، وَذَلِكَ مَا كَانُوا اجْتَمعُوا لَهُ فِي دَار الندوة فِي أَمر النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي قَوْله: {وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا} الْآيَة، وَقد مضى تَفْسِير ذَلِك فِي سُورَة الْأَنْفَال.
{أَمْ يَحْسَبُونَ أَنَّا لَا نَسْمَعُ سرهم ونجواهم} مَا كَانُوا يتناجون فِيهِ من أَمر النَّبِي {بلَى وَرُسُلنَا} (الْمَلَائِكَة) الْحفظَة {لديهم} عِنْدهم {يَكْتُبُونَ} أَعْمَالهم.
تَفْسِير سُورَة الزخرف من الْآيَة 81 إِلَى آيَة 87.
الصفحة 195