كتاب تفسير القرآن العزيز لابن أبي زمنين (اسم الجزء: 4)

{قُلْ إِنْ كَانَ لِلرَّحْمَنِ وَلَدٌ} أَي: مَا كَانَ للرحمن ولدٌ، ثمَّ انْقَطع الْكَلَام، ثمَّ قَالَ: {فَأَنا أول العابدين} تَفْسِير بَعضهم: فَأَنا أول الدائنين من هَذِه الْأمة بِأَنَّهُ لَيْسَ لَهُ ولد.
{سُبْحَانَ رب السَّمَاوَات وَالْأَرْض} ينزِّه نَفسه: رَبِّ الْعَرْشِ عَمَّا يَصِفُونَ} عَمَّا يكذبُون.
{فَذَرْهُمْ يَخُوضُوا وَيَلْعَبُوا} فقد أَقمت عَلَيْهِم الْحجَّة {حَتَّى يُلاَقُوا يَوْمَهُمُ الَّذِي يُوعَدُونَ} يَوْمَ الْقِيَامَة، وَهَذَا قبل أَن يُؤمر بقتالهم.
{وَهُوَ الَّذِي فِي السَّمَاء إِلَهٌ وَفِي الأَرْضِ إِلَهٌ} هُوَ إِلَه أهل السَّمَاء، وإله أهل الأَرْض {وَهُوَ الْحَكِيمُ} فِي أمره {الْعَلِيمُ} بخلقه.
قَالَ محمدٌ: الْمَعْنى: هُوَ المُوَحَّدُ فِي السَّمَاء وَفِي الأَرْض؛ وَإِلَيْهِ ذهب يحيى.
{وَعِندَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ} علم مَجِيء السَّاعَة، لَا يعلم علم مجيئها غَيره.
{وَلاَ يَمْلِكُ الَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِهِ} يَعْنِي: الْأَوْثَان لَا تملك أَن تشفع لعابدها {إِلاَ مَن شَهِدَ بِالْحَقِّ} يَقُول: إِنَّمَا الشَّفَاعَة لمن شهد بِالْحَقِّ فِي الدُّنْيَا {وَهُمْ يَعْلَمُونَ} أَنه الْحق؛ تشفع لَهُم الْمَلَائِكَة.

الصفحة 196