كتاب تفسير القرآن العزيز لابن أبي زمنين (اسم الجزء: 4)
تَفْسِير سُورَة الدُّخان من الْآيَة 40 إِلَى آيَة 50.
{إِن يَوْم الْفَصْل} يَعْنِي: الْقَضَاء {ميقاتهم أَجْمَعِينَ} أَي: مِيقَات بَعثهمْ
{يَوْمَ لَا يُغْنِي مَوْلًى عَنْ مولى} ولي عَن ولي {شَيْئا} أَي: لَا يحمل من ذنوبهم شَيْئا {وَلَا هم ينْصرُونَ} يمْنَعُونَ من الْعَذَاب
{إِلَّا من رحم الله} قَالَ الْحسن: يَعْنِي: من الْمُؤمنِينَ يشفع بعضُهم لبَعض؛ فينفعهم ذَلِك عِنْد الله.
{إِن شَجَرَة الزقوم}
{طَعَام الأثيم} الْمُشرك
{كَالْمهْلِ} الْمهل: مَا كَانَ ذائبًا من الْفضة والنحاس وَمَا أشبه ذَلِك.
قَالَ محمدٌ: وَقيل: الْمهل: عكر الزَّيْت الشَّديد السوَاد.
{تَغْلِي فِي الْبُطُونِ}
{كَغَلْيِ الْحَمِيمِ} يَعْنِي: المَاء الشَّديد الْحر {خذوه فاعتلوه} قَالَ الْحسن: يَعْنِي: فجرُّوه {إِلَى سَوَاء الْجَحِيم} وسط الْجَحِيم.
قَالَ محمدٌ: العَتْلُ فِي اللُّغَة أَن يُمْضَى بِهِ بعنْفٍ وَشدَّة، يُقَال مِنْهُ: عتَلَ يَعْتُلُ، وَفِيه لُغَة أُخْرَى: يَعْتِلُ.
{ثُمَّ صُبُّوا فَوْقَ رَأْسِهِ مِنْ عَذَاب الْحَمِيم} كَقَوْلِه {يُصَبُّ مِنْ فَوْقِ رُءُوسِهِمُ الْحَمِيمُ يُصْهَرُ بِهِ مَا فِي بُطُونِهِمْ وَالْجُلُودُ وَلَهُمْ مَقَامِعُ مِنْ حَدِيد} يُقْمَعُ بالمقمعة، فتخرقُ رأسَهُ، فيُصَبُّ على رَأسه الْحَمِيم، فَيدْخل فِي فِيهِ
الصفحة 206