كتاب تفسير القرآن العزيز لابن أبي زمنين (اسم الجزء: 4)

قَالَ كَعْب: فِي الْجنَّة شجر تُنْبِت الاستبرق وَالْحَرِير؛ مِنْهُ يكون لِبَاس أهل الْجنَّة. قَوْله: {مُتَقَابِلِينَ} لَا ينظر بعضُهم إِلَى قَفَا بعضٍ إِذا تزاوروا؛ فِي تَفْسِير بَعضهم.
{كَذَلِك وزوجناهم بحور عين} تَفْسِير الْحسن، أَي: كَذَلِك حكم الله لأهل الْجنَّة بِهَذَا؛ والحُور: البيضُ؛ فِي تَفْسِير قَتَادَة، والعِينُ: عظامُ الْعُيُون.
قَالَ محمدٌ: قَوْله {وزوجناهم} أَي: قرناهم بِهن.
{يدعونَ فِيهَا بِكُل فَاكِهَة} أَي: يَأْتِيهم مَا يشتهون فِيهَا {أمنين} من الْمَوْت
{لَا يَذُوقُونَ فِيهَا الْمَوْتَ إِلا الموتة الأولى} وَلَيْسَ ثَمَّ موتَة، إِنَّمَا هِيَ هَذِه الموتة الْوَاحِدَة فِي الدُّنْيَا.
{فَضْلا مِنْ رَبِّكَ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْز الْعَظِيم} النجَاة الْعَظِيمَة من النَّار إِلَى الْجنَّة.
قَالَ مُحَمَّد: {فضلا} منصوبٌ بِمَعْنى: وَذَلِكَ بفضلٍ من الله، أَي: فعل ذَلِك مِنْهُ فضلا.
{فَإِنَّمَا يسرناه} يَعْنِي: الْقُرْآن {بلسانك} يَعْنِي: النَّبِي، لَوْلَا أَن الله يسره بِلِسَان محمدٍ مَا كَانُوا ليقرءوه وَلَا يفقهوه {لَعَلَّهُم يتذكرون} لكَي يتذكروا
{فَارْتَقِبْ} فانتظر الْعَذَاب، فَإِنَّهُ واقعٌ بهم {إِنَّهُم مرتقبون} منتظرون.

الصفحة 208