كتاب تفسير القرآن العزيز لابن أبي زمنين (اسم الجزء: 4)

رَحْمَة {وَمَا يُمْسِكْ فَلا مُرْسِلَ لَهُ من بعده} يَعْنِي: نَفسه، تبَارك اسْمُه.
قَالَ مُحَمَّد: {يفتح} فِي مَوضِع جزْم عَلَى معنى الشَّرْط وَالْجَزَاء، وَجَوَاب الْجَزَاء {فَلا مُمْسك لَهَا}.
سُورَة فاطر الْآيَات من آيَة 3 إِلَى آيَة 4
{يَا أَيهَا النَّاس اذْكروا نعْمَة اللَّهِ عَلَيْكُمْ هَلْ مِنْ خَالِقٍ غَيْرُ اللَّهِ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْض} يَعْنِي: مَا ينزل من السَّمَاء من الْمَطَر، وَمَا ينْبت فِي الأَرْض من النَّبَات {لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ} يَقُوله للْمُشْرِكين يحْتَج بِهِ عَلَيْهِم، وَهُوَ اسْتِفْهَام؛ أَي: لَا خَالق وَلَا رَازِق غَيره، وَأَنْتُم تقرون بذلك وتعبدون من دونه الْآلهَة {
قَالَ مُحَمَّد: تقْرَأ {غير} بِالرَّفْع والكسْر؛ فَمن قَرَأَ بِالرَّفْع فعلى معنى: هَلْ خالقٌ غيرُ اللَّه وَتَكون {من} مُؤَكدَة، وَمن كسر جعله صفة للخالق.
{فَأَنَّى تؤفكون} يَقُول: فَكيف تُصرف عقولكم فتعبدون غير الله؟}
{وَإِنْ يُكَذِّبُوكَ فَقَدْ كُذِّبَتْ رُسُلٌ من قبلك} يعزيه بذلك، ويأمره بِالصبرِ.
تَفْسِير سُورَة فاطر الْآيَات من آيَة 5 إِلَى آيَة 8

الصفحة 24