كتاب تفسير القرآن العزيز لابن أبي زمنين (اسم الجزء: 4)

{يَا أَيهَا النَّاسُ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ} يَعْنِي: مَا وعد من الثَّوَاب وَالْعِقَاب {فَلا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلَا يَغُرنكُمْ بِاللَّه الْغرُور} الشَّيْطَان
{إِنَّمَا يَدْعُو حزبه} يَعْنِي: الَّذين أضلّ ووسوس إِلَيْهِم بِعبَادة الْأَوْثَان {لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ} وَالسَّعِيرُ اسْمُ مِنْ أَسْمَاءِ جَهَنَّم
{أَفَمَنْ زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فَرَآهُ حسنا} كمن آمن وَعمل صَالحا؛ أَي: لَا يستويان، وَفِيه إضمارٌ {فَلا تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حسرات} يَقُول: لَا تتحسر عَلَيْهِم إِذْ لم يُؤمنُوا.
تَفْسِير سُورَة فاطر الْآيَات من آيَة 9 إِلَى آيَة 11
{وَاللَّهُ الَّذِي أَرْسَلَ الرِّيَاحَ فَتُثِيرُ سحابا فسقناه} يَعْنِي: سقنا المَاء فِي السَّحَاب {إِلَى بلد ميت} أَي: إِلَى أَرض لَيْسَ فِيهَا نَبَات.
وَلما قَالَ: {إِلَى بَلَدٍ} قَالَ: {ميت}؛ لِأَن الْبَلَد مذكّرٌ، وَالْمعْنَى عَلَى الأَرْض {كَذَلِك النشور} أَي: (هَكَذَا) تحْيَوْن بعد الْمَوْت بِالْمَاءِ يَوْم

الصفحة 25