كتاب تفسير القرآن العزيز لابن أبي زمنين (اسم الجزء: 4)
{وَمَا يَسْتَوِي الْبَحْرَانِ هَذَا عَذْبٌ فرات} أَي: حُلْو {سَائِغٌ شَرَابُهُ} {وَهَذَا مِلْحٌ أُجَاجٌ} أَي: مالحٌ مرٌّ {وَمِنْ كُلٍّ} يَعْنِي: من العَذْب والمالح {تَأْكُلُونَ لَحْمًا طَرِيًّا وَتَسْتَخْرِجُونَ حِلْيَةً تَلْبَسُونَهَا} يَعْنِي: اللؤلؤَ.
قَالَ محمدٌ: وَإِنَّمَا تستخرج الحليةُ من الْملح دون العذب، إِلَّا أَنَّهُمَا لما كَانَا مختلطيْن جَازَ أَن يُقَال: تستخرجون الْحِلْية مِنْهُمَا؛ كَقَوْلِه {يَخْرُجُ مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤ والمرجان}.
{وَتَرَى الْفُلْكَ فِيهِ مَوَاخِرَ لِتَبْتَغُوا من فَضله} يَعْنِي: طَلَبَ التِّجَارَةِ فِي السُّفُنِ
{يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَيُولِجُ النَّهَار فِي اللَّيْل} هُوَ أَخذ أَحدهمَا من الآخر {وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لِلأَجَلٍ مُّسَمًّى} لَا يعدوه، قَالَ السُّدي: وَهُوَ مطالع الشَّمْس وَالْقَمَر إِلَى غَايَة لَا يجاوزانها فِي شتاءٍ وَلَا صيف {وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ} يَقُوله للْمُشْرِكين يَعْنِي: أوثانهم {مَا يملكُونَ من قطمير} قَالَ مُجَاهِد: القِطْمير: لفافة النّواة.
قَالَ محمدٌ: يُقَال: لِفَافةٌ وفُوفَة، والفوفة أفْصح.
الصفحة 27