كتاب تفسير القرآن العزيز لابن أبي زمنين (اسم الجزء: 4)

{وَمَا يَسْتَوِي الْأَعْمَى والبصير} وَهَذَا تبعٌ لقَوْله: {وَمَا يَسْتَوِي الْبَحْرَانِ}،
{وَلا الظُّلُمَاتُ وَلا النُّورُ وَلا الظِّلُّ وَلا الْحَرُورُ وَمَا يَسْتَوِي الْأَحْيَاء وَلَا الْأَمْوَات} هَذَا كُله مثل الْمُؤمن وَالْكَافِر؛ أَي: كَمَا لَا يَسْتَوِي مَا ذكر؛ فَكَذَلِك لَا يَسْتَوِي الْمُؤمن وَالْكَافِر.
قَالَ محمدٌ: الحرُور: (استيقاد) الْحر ولفحه بِاللَّيْلِ وَالنَّهَار.
{إِنَّ الله يسمع من يَشَاء} أَي: يهديه للْإيمَان {وَمَا أَنْتَ بمسمع من فِي الْقُبُور} أَي: وَمَا أَنْت بمسمع الْكفَّار سَمِعَ قبُول؛ كَمَا أَن الَّذين فِي الْقُبُور لَا يسمعُونَ.
{وَإِنَّ مِنْ أُمَّةٍ إِلا خلا فِيهَا نَذِير} أَي: من أمة ممَّن أهلكها إِلَّا خلا فِيهَا نَذِير، يحذر الْمُشْركين أَن ينزل بهم مَا نزل بهم إِن كذبُوا النَّبِيّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم
{وَإِنْ يُكَذِّبُوكَ فَقَدْ كَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ جَاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ} قَالَ السّديّ: يَعْنِي الْآيَات (ل 281) الَّتِي كَانَت تَجِيء بهَا الْأَنْبِيَاء {وبالزبر} يَعْنِي أَحَادِيث [الْكتاب] مَا كَانَ [من قبلهم] من المواعظ {وَبِالْكِتَابِ الْمُنِير} البيِّن، يَعْنِي: الْكتاب الَّذِي يَجِيء بِهِ النَّبِيّ مِنْهُم إِلَى قومه
{فَكيف كَانَ نَكِير} أَي: كَانَ شَدِيدا.

الصفحة 29