كتاب تفسير القرآن العزيز لابن أبي زمنين (اسم الجزء: 4)

{مثل الَّذين حملُوا التَّوْرَاة} يَعْنِي: الْيَهُود {ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا} كذّبوا بِبَعْضِهَا، وَهُوَ جحودهم بمحمدٍ وَالْإِسْلَام، وَمَا غيروا من التَّوْرَاة، وَمن كفر بِحرف من كتاب اللَّه فقد كفر بِهِ كُله {كَمثل الْحمار يحمل أسفارا} والأسفار: الْكتب، شبَّههم بالحمار الَّذِي لَو حملت عَلَيْهِ جَمِيع كتب اللَّه لم يَدْرِ مَا حمل عَلَيْهِ {وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمين} الَّذين يلقون الله بشركهم.
تَفْسِير سُورَة الْجُمُعَة الْآيَات من الْآيَة 6 إِلَى الْآيَة 8.
{فَتَمَنَّوُا الْمَوْتَ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ} بأنكم أَوْلِيَاء لله من دون النَّاس.
قَالَ مُحَمَّد: الْقِرَاءَة (فَتَمَنَّوُا الْمَوْت) بِضَم الْوَاو لسكونها وَسُكُون اللَّام وَقد قُرئت (فتمنوا الْمَوْت) بكسْر الْوَاو لالتقاء الساكنين، وَالِاخْتِيَار الضَّم مَعَ الْوَاو و (اشْتَرَوُا الضَّلالَةَ) مثلهَا.
قَالَ: {وَلَا يتمنونه} يَعْنِي الْمَوْت {أَبَدًا بِمَا قَدَّمَتْ أَيْديهم وَالله عليم بالظالمين} بالمشركين
{قُلْ إِنَّ الْمَوْتَ الَّذِي تَفِرُّونَ مِنْهُ} يَعْنِي: تكرهونه {فَإِنَّهُ مُلاقِيكُمْ ثُمَّ تردون} يَوْم الْقِيَامَة {إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَة} الْغَيْب: السِّرّ، وَالشَّهَادَة: الْعَلَانِيَة.

الصفحة 391