كتاب تفسير القرآن العزيز لابن أبي زمنين (اسم الجزء: 4)

رجلٌ من أَنْفُسنَا. قَالَ اللَّه: {وَللَّه الْعِزَّة وَلِرَسُولِهِ} الْآيَة يخبر تبَارك وَتَعَالَى أنّه مُعِزُّ رَسُوله وَمن مَعَه من الْمُؤمنِينَ.
تَفْسِير سُورَة المُنَافِقُونَ من الْآيَة 9 إِلَى آيَة 11.
{يَا أَيهَا الَّذين آمنُوا} يَعْنِي: أقرُّوا بِاللِّسَانِ نزلتْ فِي الْمُنَافِقين {لَا تُلْهِكُمْ أَمْوَالُكُمْ وَلا أَوْلَادكُم عَن ذكر الله} عَن الْإِيمَان بِاللَّه
{وَأَنفِقُوا مِمَّا رَزَقْنَاكُم} يَعْنِي: الزَّكَاة الْمَفْرُوضَة {مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ فَيَقُولَ رب لَوْلَا} هلَّا {أَخَّرْتَنِي إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصدق} أَي: فأزكي {وَأَكُنْ مِنَ الصَّالِحِينَ} فأحج، وَمثلهَا فِي سُورَة الْمُؤمنِينَ {حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْت قَالَ رب ارْجِعُونِ} أَي: إِلَى الدُّنْيَا {لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالحا فِيمَا تركت}.
قَالَ مُحَمَّد: {فَأَصدق} جَوَاب " لَوْلَا " فَمن قَرَأَ (وأكُنْ) بِالْجَزْمِ فَهُوَ على مَوضِع (فَأَصدق)؛ لأنّ الْمَعْنى: إِن أخّرتني أصدّقْ وأكنْ من الصَّالِحين، وَمن قَرَأَهَا (وأكون) فَهُوَ على لفظ (فَأَصدق) وأكون.
{وَلَنْ يُؤَخِّرَ اللَّهُ نَفْسًا إِذَا جَاءَ أَجَلُهَا وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ}.

الصفحة 396