كتاب تفسير القرآن العزيز لابن أبي زمنين (اسم الجزء: 4)

{فَإِنَّمَا عَلَى رَسُولِنَا الْبَلاغُ الْمُبِينُ} لَيْسَ عَلَيْهِ أَن يكرههم على الْإِيمَان.
تَفْسِير سُورَة التغابن من الْآيَة 14 إِلَى آيَة 18.
{يَا أَيهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ وَأَوْلادِكُمْ عَدُوًّا لَكُمْ} إِلَى قَوْله: {فَإِن الله غَفُور رَحِيم} تَفْسِير الْكَلْبِيّ: إِن الرجل كَانَ إِذا أَرَادَ الْهِجْرَة تعلَّق بِهِ وَلَده وَامْرَأَته؛ فَقَالُوا: ننشدك اللَّه أَن تذْهب وتتركنا فنضيع، فَمنهمْ من يُطِيع أَمرهم فيقيم، فَحَذَّرَهُمْ إيَّاهُم ونهاهم عَن طاعتهم، وَمِنْهُم من يمْضِي على الْهِجْرَة فيذرهم فَيَقُول لَهُم: أما وَالله لَئِن لم تهاجروا معي وبقيتُ حَتَّى يجمع اللَّه بيني وَبَيْنكُم فِي دَار الْهِجْرَة لَا أنفعكم بِشَيْء أبدا، فَلَمَّا جمع اللَّه بَينه وَبينهمْ أنزل اللَّه: {وَإِنْ تَعْفُوا وَتَصْفَحُوا وَتَغْفِرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ}.
{أَنما أَمْوَالكُم وَأَوْلَادكُمْ فتْنَة} أَي: اختبار؛ لينْظر كَيفَ تَعْمَلُونَ {فَاتَّقُوا الله مَا اسْتَطَعْتُم} مَا أطقتم. قَالَ قَتَادَة: أنزل الله فِي سُورَة آل عمرَان: {يَا أَيهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاته} وَحقّ تُقَاته: أَن يطاع فَلَا يُعْصَى، ويُذكر فَلَا ينسى، ويُشكر فَلَا يُكفر فنسختها هَذِه الْآيَة
(فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ

الصفحة 399