كتاب تفسير القرآن العزيز لابن أبي زمنين (اسم الجزء: 4)

الْخُرُوج بِالنَّهَارِ لحاجتها خرجت، (ل 365) وَلَا تبيت إِلَّا فِي بَيتهَا {إِلا أَنْ يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ} تَفْسِير ابْن عمر: قَالَ: الْفَاحِشَة المبيّنة: خُرُوجهَا فِي عدَّتها {وَتِلْكَ حُدُود الله} أَحْكَام اللَّه {وَمَنْ يَتَعَدَّ حُدُودَ الله} أَي: يتَجَاوَز مَا أَمر اللَّه بِهِ {فقد ظلم نَفسه} أَي: بمعصيته من غير شرْكٍ {لَا تَدْرِي لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ بعد ذَلِك أمرا} يَعْنِي: الْمُرَاجَعَة رَجَعَ إِلَى أول السُّورَة {فطلقوهن لعدتهن وأحصوا الْعدة} أَي: لَهُ الرّجْعَة مَا لم تنقض الْعدة فِي التطليقة والتطليقتين
{فَإِذا بلغن أَجلهنَّ} أَي: مُنْتَهى الْعدة {فَأَمْسِكُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ أَو فارقوهن بِمَعْرُوف} وَذَلِكَ أَن الرجل كَانَ يُطلق الْمَرْأَة، فيتركها حَتَّى تشرف على انْقِضَاء عدّتها، ثمَّ يُرَاجِعهَا ثمَّ يطلقهَا؛ فَتعْتَد الْمَرْأَة تسع حيض، فَنهى اللَّه عَن ذَلِك، قَوْله: {وَأشْهدُوا ذَوي عدل مِنْكُم} يَعْنِي: على الطَّلَاق والمراجعة {وَأَقِيمُوا الشَّهَادَة لله} يَعْنِي: من كَانَت عِنْده شهادةٌ فليشهد بهَا.
قَوْله: {وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا وَيَرْزُقْهُ من حَيْثُ لَا يحْتَسب} تَفْسِير ابْن عَبَّاس فِي قَوْله عز وَجل: {وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَهُ مخرجا} قَالَ من كل ضيق [
{وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ}] من حَيْثُ لَا يَرْجُو.
{إِنَّ الله بَالغ أمره} أَي: يبلغ أمره على من توكل وعَلى من لم يتوكل {قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا} أَي: مُنْتَهى ينتهى إِلَيْهِ.
تَفْسِير سُورَة الطَّلَاق من الْآيَة 4 إِلَى آيَة 5.
{وَاللَّائِي يَئِسْنَ مِنَ الْمَحِيضِ مِنْ نِسَائِكُم إِن ارتبتم} شَكَكْتُمْ (فَعِدَّتُهُنَّ

الصفحة 402