كتاب تفسير القرآن العزيز لابن أبي زمنين (اسم الجزء: 4)

{أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يَا بَنِي آدَمَ أَلاَ تَعْبُدُوا الشَّيْطَانَ} لأَنهم عبدُوا الْأَوْثَان بِمَا وسوس إِلَيْهِم الشَّيْطَان؛ فَأَمرهمْ بعبادتهم فَإِنَّمَا عبدُوا الشَّيْطَان
{هَذَا صِرَاط مُسْتَقِيم} أَي: دين
{وَلَقَدْ أَضَلَّ مِنْكُمْ جِبِلا كَثِيرًا} أَي: خلقا كَثِيرَة
{هَذِهِ جَهَنَّمُ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ} فِي الدُّنْيَا أَنْ لمْ تؤمنوا
{الْيَوْمَ نَخْتِمُ عَلَى أَفْوَاهِهِمْ وَتُكَلِّمُنَا أَيْديهم وَتشهد أَرجُلهم} تَفْسِير بَعضهم: لما قَالُوا: وَالله رَبنَا مَا كُنَّا مُشْرِكين. ختم اللَّه عَلَى أَفْوَاههم ثمَّ قَالَ للجوارح: انْطِقِي فأوّل مَا يتَكَلَّم من أحدهم فَخِذُه. قَالَ الْحَسَن: وَهَذَا آخر مَوَاطِن يَوْم الْقِيَامَة، إِذا ختمت أفواهم لم يكن بعد ذَلكَ إِلَّا دُخُول النَّار.
{وَلَوْ نَشَاءُ لَطَمَسْنَا عَلَى أَعْيُنِهِمْ} يَعْنِي: الْمُشْركين {فاستبقوا الصِّرَاط} الطَّرِيق {فَأنى يبصرون} فَكيف يبصرون إِذا أعميناهم؟!
تَفْسِير سُورَة يس الْآيَات من آيَة 67 إِلَى آيَة 70.
{وَلَوْ نَشَاءُ لَمَسَخْنَاهُمْ عَلَى مَكَانَتِهِمْ} أَي: لأقعدناهم عَلَى أَرجُلهم {فَمَا اسْتَطَاعُوا مضيا وَلَا يرجعُونَ} أَي: إِذا فعلنَا ذَلكَ بهم لمْ يستطيعوا أَن يتقدَّموا وَلَا يتأخروا
{وَمن نعمره} أَي: إِلَى أَرْذَل الْعُمر {نُنَكِّسْهُ فِي الْخلق} فَيكون

الصفحة 50