كتاب تفسير القرآن العزيز لابن أبي زمنين (اسم الجزء: 4)
الْآخِرَة ينفخها صَاحب الصُّور
{فالتاليات ذكرا} الْمَلَائِكَة تتلو الْوَحْي الَّذِي تَأتي بِهِ الْأَنْبِيَاء؛ أقسم بِهَذَا كُله
{إِن إِلَهكُم لوَاحِد رب السَّمَاوَات وَالأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَرَبُّ الْمَشَارِقِ} تَفْسِير قَتَادَة قَالَ: هِيَ ثَلَاثمِائَة وَسِتُّونَ مشرقاً، وثلاثمائة وَسِتُّونَ مغرباً.
{إِنَّا زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِزِينَةٍ الْكَوَاكِب وحفظا} أَي: وجعلناها يَعْنِي: الْكَوَاكِب حِفْظًا للسماء
{من كل شَيْطَان مارد} أَي: مجترئ على الْمعْصِيَة
{لَا يسمعُونَ} أَي: لِئَلَّا يسمعُونَ {إِلَى الْمَلإِ الْأَعْلَى} يَعْنِي: الْمَلَائِكَة فِي السَّمَاء، وَكَانُوا يسمعُونَ قبل أَن يُبْعث النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَخْبَارًا مِنْ أَخْبَارِ السَّمَاءِ، فَأَمَّا الْوَحْيُ فَلَمْ يَكُونُوا يَقْدِرُونَ عَلَى أَنْ يسمعوه {ويقذفون} أَي: يُرْمَوْن {مِنْ كُلِّ جَانِبٍ}
{دحورا} أَي: طَرْدًا {وَلَهُمْ عَذَابٌ وَاصِبٌ} أَي: دَائِم
{إِلا مَنْ خَطِفَ الْخَطْفَةَ فَأَتْبَعَهُ} أَي: لحقه {شهَاب ثاقب} مضيء، رَجَعَ إِلَى أول الْكَلَام {وَحِفْظًا مِنْ كُلِّ شَيْطَانٍ مَارِدٍ لَا يَسَّمَّعُونَ إِلَى الْمَلإِ الأَعْلَى}.
{إِلَّا من خطف الْخَطفَة} يَعْنِي: اسْتمع الاستماعة.
قَالَ ابْن عَبَّاس: إِذا رَأَيْتُمْ الْكَوْكَب قد رُمِيَ بِهِ فتوارى؛ فَإِنَّهُ يَحْرق مَا أصَاب وَلَا يقتل.
تَفْسِير سُورَة الصافات الْآيَات من آيَة 11 إِلَى آيَة 21.
الصفحة 56