كتاب تفسير القرآن العزيز لابن أبي زمنين (اسم الجزء: 4)
يَتَسَاءلُونَ} يَعْنِي: الْكفَّار وَالشَّيَاطِين
{قَالُوا} قَالَ الْكفَّار للشياطين: {إِنَّكُمْ كُنتُمْ تَأْتُونَنَا عَنِ الْيَمِينِ} قَالَ مُجَاهِد: أَي: من قبل الدّين؛ فصددتمونا عَنهُ
{قَالُوا} يَعْنِي: الشَّيَاطِين للْمُشْرِكين من الْإِنْس {بَل لَّمْ تَكُونُوا مُؤْمِنِينَ}.
{وَمَا كَانَ لَنَا عَلَيْكُم مِّن سُلْطَانٍ} نقهركم بِهِ عَلَى الشّرك {بَلْ كُنتُمْ قَوْمًا طَاغِينَ} أَي: ضَالِّينَ
{فَحَقَّ عَلَيْنَا قَوْلُ رَبِّنَا} الشَّيَاطِين تَقُولُ هَذَا، قَالَ اللَّه:
{فَإِنَّهُمْ يَوْمَئِذٍ فِي الْعَذَابِ مُشْتَرِكُونَ} يُقْرَنُ كل واحدٍ مِنْهُم هُوَ وشيطانه فِي سلسلة وَاحِدَة
{وَيَقُولُونَ} يَعْنِي: الْمُشْركين إِذا دعاهم النَّبِيّ إِلَى الْإِيمَان {أَئِنَّا لَتَارِكُوا آلِهَتِنَا لِشَاعِرٍ مَّجْنُونٍ} يَعْنُونَ: النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَي: لَا نَفْعل. قَالَ الله
{بَلْ جَاء بِالْحَقِّ وَصَدَّقَ الْمُرْسَلِينَ} {قبله
{إِلاَ عِبَادَ اللَّهِ الْمُخْلَصِينَ} اسْتثْنى الْمُؤمنِينَ
{أُوْلَئِكَ لَهُمْ رِزْقٌ مَّعْلُومٌ} الْجنَّة.
(عَلَى سُرُرٍ مُّتَقَابِلِينَ لَا ينظر بعضُهم إِلَى قَفَا بعضٍ.
تَفْسِير بَعضهم: وَهَذَا فِي الزِّيَارَة إِذا تزاوروا
{يُطَاف عَلَيْهِم بكأس} وَهِي الخَمْرُ.
قَالَ محمدٌ: الكأس اسْمٌ يَقع لكل إناءٍ مَعَ شرابه.
{من معِين} والمعين: الْجَارِي الظَّاهِر
{لَا فِيهَا غَوْلٌ وَلا هُمْ عَنْهَا ينزفون} أَي: إِذا شَرِبُوهَا لَا يَسْكرون؛ فتذهب عقولُهم.
قَالَ محمدٌ: يُقَال: الخمْر غَوْلٌ للحلْمِ، والحربُ غَوْلٌ للنفوس؛ أَي: تذْهب بهَا. وَذكر أَبُو عُبَيْد أَن قِرَاءَة نَافِع (ينزَفون) بِفَتْح الزَّاي فِي هَذِه، وَفِي
الصفحة 59