كتاب تفسير القرآن العزيز لابن أبي زمنين (اسم الجزء: 4)

{وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَا تَأْتِينَا السَّاعَة} الْقِيَامَة {قُلْ بَلَى وَرَبِّي لَتَأْتِيَنَّكُمْ عَالم الْغَيْب} من قَرَأَهَا بِالرَّفْع رَجَعَ إِلَى قَوْله: {وَهُوَ الرَّحِيم الغفور} عالِمُ الْغَيْب , وَمن قَرَأَهَا بِالْجَرِّ: (عالمِ الغيبِ) يَقُولُ: بلَى وربي عالمِ الغيْب، وفيهَا تقديمٌ، والغيبُ فِي تَفْسِير الْحَسَن فِي هَذَا الْموضع: مَا لم يكن {لَا يعزب عَنهُ} أَي: لَا يغيب {مِثْقَالُ ذَرَّةٍ} أَي: وزن ذرة يَقُولُ: ليعلم ابْن آدم أَن عمله الَّذِي عَلَيْهِ الثَّوَاب وَالْعِقَاب لَا يغيبُ عَن اللَّه مِنْهُ مِثْقَال ذرةٍ
{أُولَئِكَ لَهُم مغْفرَة} لذنوبهم {ورزق كريم} يَعْنِي: الْجنَّة
{وَالَّذين سعوا} عمِلُوا {فِي آيَاتنَا معاجزين} تَفْسِير الْحَسَن: مسابقين؛ أيْ: يظنون أَنهم يسْبقوننا حَتَّى لَا نقدر عَلَيْهِم فنبعثهم ونعذبهم.
قَالَ محمدٌ: يُقَال: مَا أَنْت بمعاجزي؛ أَي: بمُسابقي، وَمَا أَنْت بمعجزي؛ أَي: بسابقي.
{أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مِنْ رجز} وَالرجز: الْعَذَاب؛ أَي: لَهُم عذابٌ من عَذَاب {أَلِيم} موجع.
سُورَة سبأ الْآيَات من الْآيَة 6 حَتَّى الْآيَة 9.

الصفحة 6