كتاب تفسير القرآن العزيز لابن أبي زمنين (اسم الجزء: 4)

{قَالَ قَائِلٌ مِنْهُمْ إِنِّي كَانَ لي قرين} صَاحب فِي الدُّنْيَا.
{يَقُول أئنك لمن المصدقين} على الِاسْتِفْهَام
{أئنا لمدينون} لمحاسبون؛ أَي: لَا نُبْعَثُ وَلَا نُحَاسب.
قَالَ يحيى: وهما اللَّذَان فِي سُورَة الْكَهْف فِي قَوْله: {وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلا رَجُلَيْنِ جَعَلْنَا لأَحَدِهِمَا جَنَّتَيْنِ} إِلَى آخر قصتهما.
{قَالَ} الْمُؤمن مِنْهُمَا: {هَلْ أَنْتُمْ مُطَّلِعُونَ فَاطَّلَعَ فَرَآهُ فِي سَوَاءِ الْجَحِيمِ} يَعْنِي: فِي وسط الْجَحِيم
{قَالَ تَاللَّهِ إِنْ كِدْتَ لَتُرْدِينِ} أَي: تباعدني من اللَّه.
قَالَ محمدٌ: يُقَال: رَدِيَ الرجُل يَرْدَى رَدًى؛ إِذا هلك، وأرْدَيتُه: أهلكته.
{وَلَوْلَا نعْمَة رَبِّي} يَعْنِي: الْإِسْلَام {لَكُنْتُ مِنَ الْمُحْضَرِينَ} مَعَك فِي النَّار
{أَفَمَا نَحْنُ بِمَيِّتِينَ إِلا مَوْتَتَنَا الأولى} وَلَيْسَ هِيَ إِلَّا موتَة وَاحِدَة الَّتِي كَانَت فِي الدُّنْيَا {وَمَا نَحن بمعذبين} عَلَى الِاسْتِفْهَام، وَهَذَا اسْتِفْهَام عَلَى سرُور (ل 288)، قد أَمن ذَلكَ، ثمَّ [قَالَ]: {إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ} النجَاة الْعَظِيمَة من النَّار إِلَى الْجنَّة.
تَفْسِير سُورَة الصافات الْآيَات من آيَة 61 إِلَى آيَة 74.

الصفحة 61