كتاب تفسير القرآن العزيز لابن أبي زمنين (اسم الجزء: 4)

قَالَ الله: {لمثل هَذَا} يَعْنِي: مَا [وصف فِيهِ] أهل الْجنَّة {فليعمل الْعَامِلُونَ}
ثمَّ قَالَ: {أَذَلِكَ خَيْرٌ نُزُلا أم شَجَرَة الزقوم} أَي: أَنه خير نزلا.
{إِنَّا جعلناها فتْنَة للظالمين} للْمُشْرِكين.
قَالَ قَتَادَةُ: لَمَّا نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَة، جَاءَ أَبُو جهل بِتَمْر وزبد، وَقَالَ: تزقَّموا فَمَا نعلم الزقوم إِلَّا هَذَا، فَأنْزل اللَّه {إِنَّهَا شَجَرَةٌ تَخْرُجُ فِي أَصْلِ الْجَحِيم}.
قَالَ يحيى: [بَلغنِي] أَنَّهَا فِي الْبَاب السَّادِس، وَأَنَّهَا تَجِيء بلهب النَّار؛ كَمَا تَجِيء الشَّجَرَة بِبرد المَاء، فَلَا بُد لأهل النَّار من أَن ينحدروا إِلَيْهَا، أَعنِي: من كَانَ فَوْقهَا؛ فيأكلوا مِنْهَا.
قَوْله {طلعها} يَعْنِي: ثَمَرَتهَا {كَأَنَّهُ رُءُوسُ الشَّيَاطِينِ} يقبحها بذلك.
قَالَ محمدٌ: الشَّيْء إِذا استقبح يُقَال: كَأَنَّهُ وجهُ شَيْطَان، وَكَأَنَّهُ رَأس شَيْطَان، والشيطان لَا يُرَى، وَلكنه يستشعر أَنَّهُ أقبح مَا يكون من الْأَشْيَاء لَو نظر إِلَيْهِ، وَهَذَا كَقَوْل امْرِئ الْقَيْس.
(أَيَقْتُلُنِي وَالمَشْرَفيُّ مُضَاجِعِي ... وَسُمْر القَنَا حَوْلي كَأَنْيَابِ أَغْوَالِ)

الصفحة 62