كتاب تفسير القرآن العزيز لابن أبي زمنين (اسم الجزء: 4)
أجبناه فأهلكناهم
{وَنَجَّيْنَاهُ وَأَهْلَهُ مِنَ الْكَرْبِ الْعَظِيمِ} يَعْنِي: الْغَرق.
{وَجَعَلنَا ذُريَّته هم البَاقِينَ} فَالنَّاس كلهم ولد سَام وَحَام وَيَافث
{وَتَركنَا عَلَيْهِ فِي الآخرين} يَعْنِي: أبقينا لَهُ الثّناءَ الْحَسَن
{سَلامٌ عَلَى نُوحٍ فِي الْعَالَمِينَ} يَعْنِي: مَا كَانَ بعد نوحٍ.
{وَإِن من شيعته لإِبْرَاهِيم} تَفْسِير مُجَاهِد: عَلَى منهاجه وسُنَّته
{إِذْ جَاءَ رَبَّهُ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ} من الشّرك
{أئفكا} كذبا {آلِهَةً دُونَ اللَّهِ تُرِيدُونَ} عَلَى الاسْتِفْهَامِ أَيْ قَدْ فَعَلْتُمْ؛ فعبدتموهم دونه
{فَمَا ظنكم بِرَبّ الْعَالمين} أَي: مُعَذِّبكُمْ
{فَنظر نظرة فِي النُّجُوم} فِي الْكَوَاكِب
{فَقَالَ إِنِّي سقيم} أَي: مطعون
{فتولوا عَنهُ مُدبرين} إِلَى عيدهم؛ وَذَلِكَ أَنهم استتبعوه لعيدهم - فِي تَفْسِير الْكَلْبِيّ - فعصب رَأسه، وَقَالَ: إِنِّي رأيتُ اللَّيْلَة فِي النُّجُوم أَنِّي سأطعن غَدا! وَكَانُوا ينظرُونَ فِي النُّجُوم، فَقَالَ لَهُم هَذَا كَرَاهِيَة مِنْهُ للذهاب مَعَهم، وَلما أَرَادَ أَن يفعل بآلهتهم كادهم بذلك
{فرَاغ عَلَيْهِم} أَي: مَال عَلَى آلِهَتهم {ضَرْبًا بِالْيَمِينِ} فَكَسرهَا إِلَّا كَبِيرهمْ، وَقد مضى تَفْسِيره فِي سُورَة الْأَنْبِيَاء
{فَأَقْبَلُوا إِلَيْهِ} إِلَى إِبْرَاهِيم {يزفون} أَي يبتدرونه.
قَالَ محمدٌ: من قَرَأَ (يزفون) بِفَتْح الْيَاء وَتَشْديد الْفَاء فَالْمَعْنى: يسرعون وَأَصله من: زَفِيفِ النَّعَام، يُقَال: زفَّت النعامُ تَزِفُّ زفيفًا، وَفِيه لُغَة أُخْرَى: أزفت زفافا.
الصفحة 64