كتاب تفسير القرآن العزيز لابن أبي زمنين (اسم الجزء: 4)
تَفْسِير سُورَة الصافات من آيَة 103 إِلَى آيَة 113.
{فَلَمَّا أسلما} يُرِيد إِبْرَاهِيم وَإِسْمَاعِيل، يُرِيد: أسلم إِبْرَاهِيم طَوْعًا لله - تبَارك وَتَعَالَى - أَن يذبح ابْنه وبكره وواحده؛ وَكَذَلِكَ هُوَ فِي التَّوْرَاة: (جادلني) بكره وواحده. وَأسلم إِسْمَاعِيل نَفسه لله]؛ أَي استسلما لأمر اللَّه، رَضِي إِبْرَاهِيم بِذبح ابْنه، وَرَضي ابْنه بِأَن يذبحه أَبُوهُ {وَتَلَّهُ للجبين} (ل 289) أَي: أضجعه؛ ليذبحه وَأخذ الشَّفْرَة وَعَلِيهِ قَمِيص أَبيض قَالَ: يَا أَبَت إِنِّي لَيْسَ لي ثوبٌ تكفنني فِيهِ [غير هَذَا] فاخلعه حَتَّى تكفنني فِيهِ. [{وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ} يُرِيد: أضجعه عَلَى جنبه إِلَى الأَرْض].
{وَنَادَيْنَاهُ أَنْ يَا إِبْرَاهِيمُ قَدْ صدقت الرُّؤْيَا}. قَالَ يحيى: ناداه بِهِ الْملك من عِنْد اللَّه {أَنْ يَا إِبْرَاهِيم قد صدقت الرُّؤْيَا} بِوَحْي من اللَّه عز وَجل - {إِنَّا كَذَلِك نجزي الْمُحْسِنِينَ} يُرِيد: هَكَذَا نجزي الْمُوَحِّدين
{إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْبَلاءُ الْمُبِينُ} [يُرِيد الَّذِي ابتليتك بِهِ عَظِيم أَن تذبح لي بكرك وواحدك] يَعْنِي: النِّعْمَة البيِّنة عَلَيْك من اللَّه؛ إِذْ لم تذبح ابْنك.
قَالَ مُحَمَّد (وناديناه) ذكر بعض الْعلمَاء أَنَّهُ جَوَاب {فَلَمَّا أسلما وتله للجبين} وَالْوَاو زَائِدَة. وَالله أعلم.
الصفحة 66