كتاب تفسير القرآن العزيز لابن أبي زمنين (اسم الجزء: 4)
{فَأتوا بِكِتَابِكُمْ} الَّذِي فِيهِ حجتكم {إِنْ كُنْتُمْ صَادِقين} إِنَّ الْمَلَائِكَةَ بَنَاتُ اللَّهِ؛ أَيْ: لَيْسَ لكم بذلك حجَّة
{وَجَعَلُوا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْجِنَّةِ نَسَبًا} تَفْسِير بَعضهم: يَقُولُ: قَالَ مشركو الْعَرَب: إِنَّه صاهر إِلَى الْجِنّ، وَالْجِنّ صنف من الْمَلَائِكَة، فَكَانَت لَهُ مِنْهُم بَنَات {وَلَقَدْ عَلِمَتِ الْجنَّة إِنَّهُم لمحضرون} [يُرِيد: لمعذبهم عَلَى هَذَا]؛ أَي: مدخلون فِي النَّار
{سُبْحَانَ الله} ينزه نَفسه {عَمَّا يصفونَ} [عَمَّا يَقُولُونَ من الْكَذِب] (إِلاَ عِبَادَ اللَّهِ الْمُخْلَصِينَ. وَهَذَا من مقاديم الْكَلَام وَلَقَدْ علمت الْجنَّة إِنَّهُم لَمُحْضَرُونَ إِلا عِبَادَ اللَّهِ الْمُخْلَصِينَ، سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يَصِفُونَ
[{إِلَّا عباد الله المخلصين} يُرِيد: الْمُوَحِّدين، يُرِيد: أَصْحَاب النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمن آمن مثلهم].
{فَإِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ} {ل 291} الْآيَة، يَقُول: {فَإِنَّكُم} يَعْنِي: الْمُشْركين {وَمَا تَعْبدُونَ} يَعْنِي: مَا عبدُوا [يُرِيد: فَإِنَّكُم وآلهتكم الَّتِي تَعْبدُونَ من دون الله]
{مَا أَنتُمْ عَلَيْهِ} على مَا تَعْبدُونَ [{بِفَاتِنِينَ} يُرِيد: مَا تقدرون لَا أَنْتُم، وَلَا من تَعْبدُونَ أَن تضلوا أحدا من عبَادي إِلَّا من كَانَ فِي سَابق علمي وقضائي وقدرتي]
{إِلاَ مَنْ هُوَ صَالِ الْجَحِيمِ} [يُرِيد: أَنَّهُ قد كَانَ فِي سَابق علمي أَنَّهُ يصلى الْجَحِيم].
قَالَ محمدٌ: الْقِرَاءَة فِي (صَالِ الْجَحِيم) بِكَسْر اللَّام عَلَى معنى: صالي - بِالْيَاءِ - وَالْيَاء محذوفة فِي الْمُصحف.
الصفحة 76