كتاب تفسير القرآن العزيز لابن أبي زمنين (اسم الجزء: 4)
{وَمَا مِنَّا إِلا لَهُ مَقَامٌ مَعْلُوم} [يُرِيد: مُنْذُ خلقُوا إِلَى النفخة الأولى، يسبحون اللَّه ويهللونه، ويحمدونه، ويسجدون لَهُ، لَا يعْرفُونَ من يداني عِبَادَتهم وَقَالَت الْمَلَائِكَة: {وَمَا مِنَّا إِلا لَهُ مَقَامٌ مَعْلُومٌ} أَي: إِلَّا لَهُ مَكَان يعبد اللَّه فِيهِ. هَذَا قَول الْمَلَائِكَة؛ أَي: ينزهون اللَّه، حَيْثُ جعلُوا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْجِنَّةِ نَسَبًا
[{وَإِنَّا لَنَحْنُ الصافون} فِي التَّسْبِيح والتهليل وَالتَّكْبِير
{وَإِنَّا لنَحْنُ المسبحون} يُرِيد: أَصْحَاب التَّسْبِيح]
{وَإِن كَانُوا ليقولون} يَعْنِي [وَإِن كَانَ أهل مَكَّة ليقولون قبل أَن يبْعَث محمدٌ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم]
{لَوْ أَنَّ عِنْدَنَا ذِكْرًا مِنَ الْأَوَّلين} [يُرِيد: قُرْآنًا من لدن إِبْرَاهِيم وَإِسْمَاعِيل] أَي: كتابا مثل كتاب مُوسَى وَعِيسَى
{لَكنا عباد الله المخلصين} الْمُؤمنِينَ [يُرِيد: التَّوْحِيد]
قَالَ الله: {فَكَفرُوا بِهِ} بِالْقُرْآنِ؛ [يُرِيد: بِمَا جَاءَ مُحَمَّد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ] {فَسَوْفَ يعلمُونَ} [تهديدًا].
قَالَ محمدٌ: ذكر قطرب أَن بعض الْقُرَّاء قَرَأَ (مخلِصين) كل مَا فِي الْقُرْآن بِكَسْر اللَّام. قَالَ: وَقَرَأَ بَعضهم كل مَا فِي الْقُرْآن {مخلَصين} {إِنَّه كَانَ مخلَصًا} كل ذَلكَ بِالْفَتْح إِلَّا {مُخلصين لَهُ الدّين} حَيْثُ [وَقع] فَإِنَّهُ مكسور.
تَفْسِير الْآيَات من 171 وَحَتَّى 182 من سُورَة الصافات
الصفحة 77