كتاب تفسير القرآن العزيز لابن أبي زمنين (اسم الجزء: 4)
[{شقَاق} يُرِيد عَدَاوَة ومباعدة].
{كَمْ أَهْلَكْنَا مِنْ قَبْلِهِمْ} مِنْ قبل قَوْمك يَا محمدٌ {فَنَادَوْا} بِالتَّوْبَةِ {ولات حِين مناص} أَي: لَيْسَ حِين فرار , وَلَا حِين تقبل التَّوْبَة فِيهِ , [{وَلاتَ حِين مناص} يُرِيد لَا حِين مهرب , والنوص: التَّأَخُّر فِي كَلَام الْعَرَب , والبوص: التَّقَدُّم قَالَ امْرُؤ الْقَيْس:
(أَمِنْ ذِكْرِ ليلى إذْ نَأَتْكَ تَنُوصُ ... وتَقْصُر عَنها خَطوةً وتَبُوصُ)
قَالَ ابْن عَبَّاس: لَيْسَ حِين نزوٍ وَلَا فرار].
{وعجبوا} رَجَعَ إِلَى قَوْله: {كَمْ أَهْلَكْنَا من قبلهم من قرن} أخبر كَيفَ أهلكهم , ثمَّ قَالَ: {وَعَجِبُوا أَنْ جَاءَهُمْ مُنْذِرٌ مِنْهُمْ} يَعْنِي: مُحَمَّدًا، ينذر من النَّار وَمن عَذَاب اللَّه فِي الدُّنْيَا {وَقَالَ الْكَافِرُونَ هَذَا سَاحِرٌ كَذَّابٌ} يعنون: مُحَمَّدًا
{أجعَل الْآلهَة} عَلَى الِاسْتِفْهَام مِنْهُم {إِلَهًا وَاحِدًا} أَي: قد فعل حِين دعاهم إِلَى عبَادَة اللَّه وَحده {إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عُجَابٌ} عجب [عُجاب وَعَجِيب وَاحِد , مثل طوال وطويل , وعراض وعريض , وكبار وكبير].
{وَانْطَلق الْمَلأ مِنْهُم} الْآيَة وَذَلِكَ أَن رهطًا من أَشْرَاف قُرَيْش مَشوا إِلَى أَبِي طَالِب؛ فَقَالُوا: أَنْت شَيخنَا وَكَبِيرنَا وَسَيِّدنَا , وَقد رَأَيْت مَا فَعَلَتْ هَذِه السفهةُ - يعنون: الْمُؤمنِينَ - وَقد أَتَيْنَاك لِتَقضي بَيْننَا وَبَين ابْن أَخِيك! فَأرْسل أَبُو طَالِب إِلَى النَّبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: هَؤُلّاءِ قَوْمك يَسْأَلُونَك السوَاء؛ فَلَا تمل
الصفحة 81