كتاب تفسير القرآن العزيز لابن أبي زمنين (اسم الجزء: 4)
كل الْميل عَلَى قَوْمك , فَقَالَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلم: مَاذَا تسألونني؟ فَقَالُوا لَهُ: اُرْفُضْنَا من ذكرك وَارْفض آلِهَتنَا , وَنَدَعك وَإِلَهك، فَقَالَ رَسُول الله: أمُعْطيّ أَنْتُم كلمة وَاحِدَة تدين لكم بهَا الْعَرَب والعجم؟ فَقَالَ أَبُو جهل: لله أَبوك نعَمْ , وَعشرا مَعهَا. فَقَالَ رَسُول الله: قُولُوا: لَا إِلَه إِلَّا اللَّه. فنفروا مِنْهَا وَقَامُوا وَقَالُوا: {أَجَعَلَ الآلِهَةَ إِلَهًا وَاحِدًا إِنَّ هَذَا لشَيْء عُجاب}. وَانْطَلَقُوا وهم يَقُولُونَ: [من علم أَن نبيًّا يخرج فِي زَمَاننَا هَذَا]
{أَنِ امْشُوا وَاصْبِرُوا عَلَى آلِهَتِكُمْ إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ يُرَادُ مَا سَمِعْنَا بِهَذَا فِي الْمِلَّةِ الآخِرَةِ} تَفْسِير الْحَسَن يَقُولُوا: مَا كَانَ عندنَا [من هَذَا من علم أَن] يخرج (ل 292) فِي زَمَاننَا هَذَا {إِنْ هَذَا إِلَّا اخْتِلَاق} أَي: كذب اختلقه مُحَمَّد
{أأنزل عَلَيْهِ الذّكر} يعنون: الْقُرْآن عَلَى الِاسْتِفْهَام {مِنْ بَيْننَا} أَي: لم ينزل عَليّ , قَالَ اللَّه: {بَلْ هُمْ فِي شكّ من ذكري} من الْقُرْآن {بَلْ لَمَّا يَذُوقُوا عَذَاب} أَي: لم يَأْتهمْ عَذَابي بعد , وَقد أخر عَذَاب كفار آخر هَذِهِ الأُمَّةِ إِلَى النَّفْخَةِ الأُولَى , وَقد أهلك أوائلهم بِالسَّيْفِ يَوْم بدر.
تَفْسِير الْآيَات من 9 وَحَتَّى 16 من سُورَة ص.
الصفحة 82