كتاب تفسير القرآن العزيز لابن أبي زمنين (اسم الجزء: 4)

{أَمْ أعِندَهُمْ خَزَائِنُ رَحْمَةِ رَبِّكَ} قَالَ السُّدي: يَعْنِي: مفاتح النُّبُوَّة , فيعطوا النُّبُوَّة من شَاءُوا , ويمنعوا من شَاءُوا؛ أَي: لَيْسَ ذَلكَ عِنْدهم.
{أم لَهُم ملك السَّمَاوَات وَالْأَرْض وَمَا بَينهمَا} عَلَى الِاسْتِفْهَام؛ أَي: لَيْسَ لَهُم من ذَلِك شَيْء {فليرتقوا} فليصعدوا {فِي الْأَسْبَاب} قَالَ السُّدي: يَعْنِي: فِي الْأَبْوَاب؛ أَبْوَاب السَّمَاوَات إِن كَانُوا يقدرُونَ عَلَى ذَلكَ؛ أَي: لَا يقدرُونَ عَلَيْهِ.
قَالَ محمدٌ: الْمَعْنى إِذا ادّعوا شَيْئا من هَذِه الْأَشْيَاء الَّتِي لَا يملكهَا إِلَّا اللَّه فليصعدوا فِي الْأَسْبَاب الَّتِي توصلهم إِلَى السَّمَاء.
{جند مَا هُنَالك} أَي: جند هُنَالك , و " مَا " صلَة زَائِدَة {مَهْزُومٌ مِنَ الأَحْزَابِ} يُخْبر بأنْ مُحَمَّدًا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سيهزمهم يَوْم بدر
{كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ وَعَادٌ وَفرْعَوْن ذُو الْأَوْتَاد} تَفْسِير قَتَادَة: كَانَ إِذا غضب عَلَى أحدٍ أوتد لَهُ أَرْبَعَة أوتاد على يَدَيْهِ وَرجلَيْهِ
{وَثَمُودُ وَقَوْمُ لُوطٍ وَأَصْحَابُ الأَيْكَةِ} يَعْنِي: قوم شُعَيْب , والأيكة: الغيضة {أُولَئِكَ الْأَحْزَاب} يَعْنِي بِهِ كفار من ذكر تحزبوا على أَنْبِيَائهمْ
{إِن كُلّ} يَعْنِي: من أَهْلَكَ مِمَّن (مضى) من الْأُمَم السالفة.
{إِلا كَذَّبَ الرُّسُل فَحق عِقَاب} يَعْنِي: عُقُوبَته إيَّاهُم بِالْعَذَابِ
{وَمَا ينظر هَؤُلَاءِ} يَعْنِي: كفار آخر هَذِه الْأمة {إِلَّا صَيْحَة وَاحِدَة} يَعْنِي: النفخة الأولى بهَا يكون هلاكهم {مَا لَهَا مِنْ فَوَاقٍ} قَالَ الْكَلْبِيّ: يَعْنِي مَا لَهَا من نظرة؛ أَي: من تَأْخِير.
قَالَ محمدٌ: تُقرأ (فُواق) بِضَم الْفَاء وَفتحهَا وَهُوَ مَا بَين حلبتي النَّاقة ,

الصفحة 83