كتاب تفسير القرآن العزيز لابن أبي زمنين (اسم الجزء: 5)
{كلا إِن كتاب الْفجار} الْمُشْركين {لفي سِجِّين} تَفْسِيرُ ابْنُ عَبَّاسٍ قَالَ: سَأَلْتُ كَعْبًا عَنْ قَوْلِهِ: {إِنَّ كِتَابَ الْفجار لفي سِجِّين} فَقَالَ: حَجَرٌ أَسْوَدُ تَحْتَ الْأَرْضِ السَّابِعَةِ تُكْتَبُ فِيهِ أَرْوَاحُ الْكُفَّارِ.
قَالَ: {وَمَا أَدْرَاكَ مَا سِجِّينٌ} أَيْ: لَيْسَ ذَلِكَ مِمَّا كُنْتَ تعلمه أَنْت وَلَا قَوْمك،
ثُمَّ فَسَّرَهُ فَقَالَ: {كِتَابٌ مَرْقُومٌ} أَي: مَكْتُوب.
{وَمَا يُكَذِّبُ بِهِ إِلا كُلُّ مُعْتَد} أَي: ظَالِم {أثيم} آثم، وَهُوَ الْمُشرك
{إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِ آيَاتُنَا قَالَ أَسَاطِيرُ الأَوَّلِينَ} كَذِبِ الأَوَّلِينَ وَبَاطِلِهِمْ
{كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ} قَالَ الْكَلِّبِيُّ: يَعْنِي: طُبِعَ عَلَى قُلُوبهم {مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ}،
قَالَ مُحَمَّدٌ: وَاحِدُ (الْأَسَاطِيرِ): أُسْطُورَةٌ، مِثْلُ: أُحْدُوثَةٍ وَأَحَادِيثٍ، وَمَعْنَى (كَلَّا) عِنْدَ أَهْلِ اللُّغَةِ رَدْعٌ وَتَنْبِيهٌ، و (ران) بِمَعْنَى غَطَّى، يُقَالُ: رَانَ عَلَى قلبه الذَّنب يرين رينا.
{كَلَّا إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لمحجوبون} يَحْتَجِبُ اللَّهُ عَنِ الْمُشْرِكِينَ فَلا يَرَوْنَهُ، وَأَمَّا الْمُؤْمِنُونَ فَيَرَوْنَهُ فِي كُلِّ جُمُعَةٍ فَيَتَجَلَّى لَهُمْ، حَتَّى ينْظرُوا إِلَيْهِ.
{هَذَا الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ} فِي الدُّنْيَا يُقَالُ ذَلِكَ لِلمْشُرْكِينَ وهم فِي النَّار. تَفْسِير سُورَة المطففين من آيَة 18 - 36.
الصفحة 107