كتاب تفسير القرآن العزيز لابن أبي زمنين (اسم الجزء: 5)

قَوْله: {يَا أَيهَا الإِنْسَانُ إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَى رَبِّكَ كدحا} أَيْ: عَامِلٌ إِلَى رَبِّكَ عَمَلًا {فملاقيه} فَمُلاقٍ ثَوَابَ ذَلِكَ الْعَمَلِ، إِنْ خَيْرًا فَخَيْرٌ، وَإِنْ شَرًّا فَشَرٌّ.
قَالَ مُحَمَّدٌ: الْكَدْحُ فِي اللُّغَةِ: السَّعْيُ وَالدُّءُوبُ فِي الْعَمَلِ فِي بَابِ الدُّنْيَا وَفِي بَابِ الْآخِرَةِ. وَجَوَابُ (إِذَا) يَدُلُّ عَلَيْهِ فَمُلاقِيهِ، الْمَعْنَى: إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ لَقِي الْإِنْسَان عمله.
{فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ} الْآيَة " سَأَلت عَائِشَة النَّبِي [صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلم] عَنِ الَّذِي يُحاسَبُ حِسَابًا يَسِيرًا فَقَالَ: يُعَرَّفُ بِعَمَلِهِ، ثُمَّ يَتَجَاوَزُ الله عَنهُ "
{وينقلب إِلَى أَهله} إِلَى أَزْوَاجِهِ مِنَ الْحُورِ الْعِينِ {مَسْرُورًا}
{وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ وَرَاءَ ظَهره} تُخْلَعُ كَتِفُهُ الْيُسْرَى فَتُجْعَلُ خَلْفَهُ فَيَأْخُذ بهَا كِتَابه
{فَسَوف يَدْعُو ثبورا} فِي النَّارِ يَقُولُ: يَا وَيْلاهُ {وَيَا ثبوراه}
{وَيصلى سعيرا} أَيْ: يَكْثُرُ عَذَابُهُ، وَيُشْوَى فِي النَّار
{إِنَّه كَانَ فِي أَهله} فِي الدُّنْيَا {مَسْرُورا} لَا يُؤمن بِالْبَعْثِ
{إِنَّه ظن} حسب {أَن لن يحور} أَيْ: يَرْجِعَ إِلَى رَبِّهِ.
قَالَ مُحَمَّدٌ: حَارَ يَحُورُ حَوْرًا وَحُئُورًا، أَيْ: رَجَعَ، وَقَالَ لَبِيدٌ:

الصفحة 112