كتاب تفسير القرآن العزيز لابن أبي زمنين (اسم الجزء: 5)
{إِنَّه هُوَ يبدئ} أَي: يخلق {وَيُعِيد} أَي: يبْعَث يَوْم الْقِيَامَة
{وَهُوَ الغفور} لِلذُّنُوبِ، وَلا يَغْفِرُ إِلَّا لِمَنْ آمن {الْوَدُود} تَفْسِيرُ الْحَسَنِ: يَتَوَدَّدُ إِلَى خَلْقِهِ بِمَا يُعْطِيهِمْ مِنَ النِّعَمِ فِي وَأَرْزَاقِهِمْ، وَمَا يَغْفِرُ لَهُمْ مِنَ الذُّنُوب
{ذُو الْعَرْش} رب الْعَرْش {الْمجِيد} يقْرَأ (الْمجِيد) بِالرَّفْعِ وَالْجَرِّ، فَمَنْ قَرَأَ بِالرَّفْعِ رَجَعَ إِلَى قَوْلِهِ: {وَهُوَ الْغَفُورُ الْوَدُود} الْمَجِيدُ ذُو الْعَرْشِ، وَمَنْ قَرَأَهَا بِالْجَرِّ جَعَلَهُ مِنْ صِفَةِ (الْعَرْشِ) وَتَفْسِير الْمجِيد: الْكَرِيم.
{هَل أَتَاك} أَيْ: قَدْ أَتَاكَ {حَدِيثُ الْجُنُودِ فِرْعَوْن وَثَمُود} كَيْفَ أَهْلَكَهُمُ اللَّهُ حِينَ كَذَّبُوا رسلهم.
{وَالله من ورائهم مُحِيط} حَتَّى يَجْزِيَهُمْ بِأَعْمَالِهِمْ.
قَالَ مُحَمَّدٌ: الْمَعْنَى: إِنَّ قُدْرَتَهُ مُشْتَمِلَةٌ عَلَيْهِمْ لَا يُعْجِزُهُ مِنْهُمْ أَحَدٌ، وَهُوَ الَّذِي أَرَادَ يحيى.
{بل هُوَ قُرْآن مجيد} كريم على الله
{فِي لوح مَحْفُوظ} وَهُوَ أُمُّ الْكِتَابِ قَالَ مُحَمَّدٌ: قَالَ وأَبُو عُبَيْدٍ: قَرَأَ نَافِعٌ: (مَحْفُوظٌ) بِالرَّفْع، وقرأه غَيره (مَحْفُوظ) بِالْخَفْضِ وَالْخَفْضُ فِي هَذَا أَحَبُّ إِلَيَّ لِيَكُونَ مِنْ نَعْتِ (اللَّوْحِ).
الصفحة 116