كتاب تفسير القرآن العزيز لابن أبي زمنين (اسم الجزء: 5)
قَالَ مُحَمَّدٌ: إِنَّمَا قِيلَ لِلنَّجْمِ: الطَّارِقُ، لِأَنَّ طُلُوعَهُ بِاللَّيْلِ، وَكُلُّ مَا أَتَى لَيْلًا فَهُوَ طَارِقٌ.
{فَلْينْظر الْإِنْسَان مِم خلق}
{خلق من مَاء دافق} يَعْنِي: النظفة.
قَالَ مُحَمَّد: (دافق) قَالَ قَوْمٌ: مَعْنَاهُ: مَدْفُوقٌ، وَقَالَ قَوْمٌ الْمَعْنَى: مِنْ مَاءٍ ذِي اندفاق.
{يَخْرُجُ مِنْ بَيْنِ الصُّلْبِ وَالتَّرَائِبِ} يَعْنِي: صُلْبَ الرَّجُلِ، وَتَرَائِبَ الْمَرْأَةِ وَهُوَ نَحْرِهَا.
قَالَ مُحَمَّدٌ: التَّرَائِبُ مَوْضِعُ الْقِلادَةِ مِنَ الصَّدْرِ، وَاحِدُهَا: تريبة.
{إِنَّه} إِن الله {على رجعه لقادر} عَلَى أَنْ يَبْعَثَهُ بَعْدَ الْمَوْتِ
{يَوْم تبلى السرائر} أَيْ: تُخْتَبَرُ وَتُظْهَرُ، يَعْنِي: سَرَائِرَ الْقُلُوب
{فَمَا لَهُ من قُوَّة} يَمْتَنِعُ بِهَا مِنْ عَذَابِ اللَّهِ {وَلَا نَاصِر} ينصره وَهَذَا الْمُشرك،
ثُمَّ أَقْسَمَ فَقَالَ: {وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الرجع} بالمطر عَاما فعاماً
{وَالْأَرْض ذَات الصدع} بالنبات
{إِنَّه} يَعْنِي: الْقُرْآن {لقَوْل فصل} حق
{وَمَا هُوَ بِالْهَزْلِ} بِالْكَذِبِ.
قَالَ مُحَمَّد: (الرجع) فِي اللُّغَةِ: الْمَطَرُ سُمِّيَ بِذَلِكَ، لِأَنَّهُ يَجِيء وَيرجع ويتكرر.
{إِنَّهُم يكيدون كيداً} يَعْنِي: الْمُشْرِكِينَ يَكِيدُونَ بِالنَّبِيِّ [صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسلم]
{وأكيد كيداً}
الصفحة 118