كتاب تفسير القرآن العزيز لابن أبي زمنين (اسم الجزء: 5)

الْبَصَر {خاسئا} فاتراً {وَهُوَ حسير} أَيْ: كَلِيلٌ قَدْ أَعْيَا لَا يَجِدُ مُنْقِذًا.
قَالَ مُحَمَّدٌ: {خَاسِئًا} أَصْلُ الْكَلِمَةِ الإبْعَاد، تَقُولُ: خَسَأْتُ الكلبَ إِذَا أبْعدته (1). وَقَولُهُ: {حَسِيرٌ} حَقِيقَةُ الْكَلِمَةِ: مُنْقَطِعٌ عَنْ أَنْ تَلْحَقَ مَا نَظَرَ إِلَيْهِ؛ وَهُوَ مَعْنَى قَوْلِ يَحْيَى. وَقَالُوا: حَسَرَ الرجلُ وحَسِرَ؛ وَهُوَ الْإِعْيَاءُ الشَّدِيدُ. (2)
{وَلَقَدْ زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ} وَهِي الْكَوَاكِب {وجعلناها} يَعْنِي: الْكَوَاكِب {رجوما للشياطين} يَعْنِي: مَا جُعِلَ مِنْهَا رُجُومًا {وأعتدنا لَهُم} أعددنا لَهُم {عَذَاب السعير} فِي الْآخِرَةِ؛ يَعْنِي: لِلَّذِينَ يُرْجَمُونَ من الشَّيَاطِين. تَفْسِير سُورَة الْملك من الْآيَة (6 - 12)
{إِذَا أُلْقُوا فِيهَا سَمِعُوا لَهَا شهيقا} صَوتا {وَهِي تَفُور} تغلي
{تكَاد تميز} أَيْ: تَبَيَّنُ بَعْضُهَا مِنْ بَعْضٍ وَتَتَفَرَّقُ تَغَيُّظًا عَلَى أَعْدَاءِ اللَّهِ {ألم يأتكم نَذِير} نَبِي، ينذركم عَذَاب جَهَنَّم
{قَالُوا بلَى} {إِن أَنْتُم} يَعْنُونُ: الرُّسُلَ وَالْمُؤْمِنِينَ {إِلا فِي ضلالٍ} فِي الدِّينِ {كَبِيرٍ}.
{وَقَالُوا لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نعقل} لآمنَّا فِي الدُّنْيَا، فَلَمْ نَكُنْ مِنْ أَصْحَابِ

الصفحة 12