كتاب تفسير القرآن العزيز لابن أبي زمنين (اسم الجزء: 5)
تَفْسِيرُ وَالضُّحَى وَهِيَ مَكِّيَّةٌ كُلُّهَا
بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم
[تَفْسِير سُورَة الضُّحَى من آيَة 1 إِلَى آيَة 1]
قَوْله: {وَالضُّحَى} يَعْنِي: ضُحَى النَّهَارِ وَهُوَ ضَوْؤُهُ
{وَاللَّيْل إِذا سجى} إِذَا أَظْلَمَ.
قَالَ مُحَمَّدٌ: وَقِيلَ: سَجَى: سَكَنَ؛ وَذَلِكَ عِنْدَ تَنَاهِي ظَلامِهُ وَرُكُودِهُ.
قَالَ يَحْيَى: وَهَذَا قسم.
{مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى} وَهِيَ تُقْرَأُ عَلَى وَجْهَيْنِ {وَدَّعَكَ} مُثَقَّلَةٌ، وَ {وَدَعَكَ} خَفِيفَةٌ؛ فَمَنْ قَرَأَهَا بِالتَّثْقِيلِ يَقُولُ: لَمْ يُوَدِّعْكَ فَيَكُونُ آخِرُ الْفَرَاغِ مِنَ الْوَحْيِ، وَمَنْ قَرَأَهَا بِالتَّخْفِيفِ يَقُولُ: مَا تَرَكَكَ رَبُّكَ مِنْ أَنْ يَنْزِلَ عَلَيْكَ الْوَحْيُ، وَذَلِكَ أَنَّ جِبْرِيلَ أَبْطَأَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلم بِالْوَحْيِ، فَقَالَ الْمُشْرِكُونَ: قَدْ وَدَّعَهُ رَبُّهُ وَأَبْغَضَهُ!
قَوْلُهُ: {وَمَا قَلَى} أَي: وَمَا أبغضك
{وَلَلآخِرَةُ خَيْرٌ لَكَ مِنَ الأُولَى}
الصفحة 141